عن هيكل

استمعت بالامس الى الحلقة قبل الماضية لمحمد حسنين هيكل من برنامجه على قناة CBC مع لميس الحديدي التي تحدث فيها عن ملامح سنة 2014 ، و تصوره و قراءته عن شكل المنطقة و كيف ستكون و معطياتها و تحليل للاوضاع الحالية .


و بعد استماعي لما قاله تاكدت من صحة راي السابق القائل بان اغلب المحليلين خصوصا المصريين و اخص منهم محمد حسنين هيكل لا يدري عن المغرب العربي شيء الا قدر معرفتي باعضاء مجلس الامة الكويتي ، رؤيتهم في ليبيا كالتالي دولة شقيقة و صديقة عربية صحراوية غنية بالنفط ، المنطقة الشرقية من ليبيا هي امتداد لمصر ، و تعاني من مشاكل كبيرة و يجب ان يكون لمصر يد فاعلة في ليبيا و يحبذ لو تدخل الجيش المصري في ليبيا لحل مشاكل ليبيا و لضمان ولاء شعبها لمصر و الاستفاده منها ، طبعا المقصود ليس احتلال بقدر ماهو تدخل مثل تدخل الناتو او تدخل سوريا في لبنان .

هذا ملخص رؤية محمد حسنين هيكل لليبيا و هي نفس وجهة نظر أحمد المسلماني من قبله ، و على ما يبدوا هذه وجهة نظر اصحاب الفكر الناصري  لليبيا.

قد يكون السبب ان نظرياتهم و فكرهم مستقى من زمن الخمسينيات و نما في الستينيات و توقف عند ذاك الحد ، و لم  يتطور او يعاد تقييمه من جديد ، في حين ان الشعب الليبي نما و تطور و تغير و لم يتوقف عند الستينيات ، و تبلورة فكرة الامة الليبية او على الاقل فكرة الاستقلال بالذات عن الكل و لم يعد الشعب الليبي يرى في نفسه تابع مصيره من مصير الغير او له تبعيه لفكر سياسي مستورد من خارج البلاد كالفكر القومي العربي او فكر حزب البعث الاشتراكي او مرشد الاخوان او الحزب الشيوعي ، صحيح ان هذا الشعور لم يختفي من الكل لكن تغيرت النسب مع مر السنين .

يطول الحديث عن هيكل و امثاله كثر لكن لا اريد ان اتعمق اكثر فارتكب نفس خطأه اتكلم فيما لا افقه ، لا احد يستطيع ان يفهم كل شيء و زمن الفلسفة الشاملة زمن افلاطون و ارسطو قد انتهى ، استطيع ان احكم على بلدي لانني اعيش فيها و اتابع اخبارها و مع هذا لم استطع ان افهم المجريات فيها ، فهل يدعي محمد حسنين هيكل انه من زيارة بعض اشراف القبائل وضع تحتها الف خط ، نعلم ماذا تعني اشراف في ليبيا خصوصا بعد زمن القيادات الشعبية الاجتماعية و زمن اصبح فيه ادنى القوم علما و رأيا و عقلا و حكمة مقدما فيهم ، استطاع بهذا ان يكون وجهة نظر عامه و راي حول البلد .

و هذا ما اقصد لازالت النظرة سطحية لليبيا انها صحراء قاحلة تسكنها مجوعة قبائل متناحرة لها نفط كثير و عاصمة اسمها طرابلس ، و لكن و للاسف ليبيا اكثر تعقيدا من هذا و المصالح تتشابك و الايدي اللاعبة داخل ليبيا كثيرة و الاطراف اكثر من عدد القبائل و هناك اكثر من قومية تتصارع داخل ليبيا و ليس النفط فقط هو ورقة الضغط المستخدمة ، و لا اعتقد ان النفط يباع بلا رقيب بهذه السهولة فلازلنا اعضاء في اوبك ، باختصار ليبيا اصبحت اكثر تعقيدا من زمن الاستقلال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )