عدم الرضى الى مالانهاية

في البداية احب ان انوه انها مقالة سياسية ، فمن لا يهمه الامر انصحه بقفل الصفحة من الان بدلا من اضاعة وقته، ومن قرر ان يستمر سوف احاول ان تكون قصير واضحة الاهداف .
لا يكاد ينعقد اي مجلس في اي مناسبة اجتماعية بدون ان يكون جزء من وقت الجلسة يُقْضَى في نقاش سياسي عن احوال البلاد و افعال و قرارات سادة البلاد .
ويغلب على كل هذه الحوارات طابع الكآبة و الامال الضائعة و الاحباط و عدم الرضى عما يجري في البلاد ، و اتكلم هنا عن عدم الرضا المُسَبَّبْ ، المنطقي الذي يأتي كرد فعل على حدث معين او قرار و ليس عن عدم الرضى الناتج عن صراع سياسي او عدم حب لغريم سياسي او كما يشار له بكلمتي صراع السلطة 
و اذا تجمعت مجموعه من الناس يشعرون بعدم الرضى لسبب مشترك و لهم الدافع و القدرة و الجرأة على تصعيد الموقف سيتحول عدم رضاهم الى شكل من اشكال الاعتراض ، اما بالتصريحات في وسائل الاعلام او على الاقل بالحديث في الوسط الاجتماعي ، او ان يتحول الى اعتصام او مظاهرة ، او قفل طرق ، او شغب و قد يصل الى حد الثورة ، و هي اشياء لا يتمناها اي نظام حكم يسعى الى استقرار البلاد .
يقودنا هذا الى سؤال : مما ينتج عدم الرضى ؟ ، لا ادعي المعرفة الكاملة او الحكمة المطلقة لكن ما اراه من حالة عدم الرضى قد نتج عن فرق بين ما يتصوره المرء للحياة الكريمة و القرار السليم و بين الواقع الذي يعيشه وما يراه امامه ، فمثلا يتوقع اي خريج جامعي ان يتحصل على عمل في مدة قصيرة بعد التخرج و تكون بمرتب يشبع احتياجاته و هي القدرة على الحصول على سيارة و منزل في فترة زمنية مقبولة نسبيا ( يعتمد تحديد طول الفترة على الشخص نفسه و خلفيته الثقافية و الفكرية ) ، و لكن يصطدم هذا الشخص بالواقع ، صعوبة الحصول على وظيفة او على الاقل صعوبة الحصول على وظيفة ترضيه و تحقق له طموحه في الفترة الزمنية المرجوة .
وهذا ا يولد ضيق في النفس و احباط و شعور عام بالظلم و ان حقه قد ضاع ، و من المؤكد ان رد الفعل هذا لا يكون عامًا عند كل الناس و لكن البعض ينطبق عليه ما ذُكِر ، و باستمرار تردي الاوضاع ستتوسع دائرة عدم الرضى افقيا بازدياد عدد الناس و رأسيا بازدياد حالة عدم الرضى .
ومن المفترض و المنطقي ان يكون هدف من اهداف اي متخذ قرار ان يحتوي و يسيطر على حالة عدم الرضى ، وكما قيل قديما ساد العرب رجلان رجل بسيفه و رجل بحلمه و لينه ، وعلى ما سبق قس احد اساليب احتواء حالة عدم الرضى هو القمع و اثبتت التجربة انه مهما طال الزمن فلابد من ساعة انفجار ، و الاسلوب التاني هو العقل و الهدف معالجة اسباب عدم الرضى .
ومن خصائص الاسلوب التاني اقامة الاحصائيات و استقصاءات الرأي لتجميع المعلومات حول الشعب و رغباته و مفهومه للحياة و ماذا يريد و كيف يريدها و متى ، و بناء على هذه المعلومات تتكون صورة واضحة يتم عن طريقها تقسيم الشعب لطبقات أو مجموعات  تشمل و تأخذ في الاعتبارالتوزيع الجغرافي للسكان ، و تبنى الخطط و المشاريع استنادًا على ما سبق بحيث تكون الغاية و الغرض الغاء حالة عدم الرضى .

فهل يا ترى نرى شيئا كهذا في قادم الايام في ليبيا ؟! ، لا ادري و لكن اتمنى ذلك .

هناك تعليقان (2):

  1. @kinghead
    ﻻ لشي معين مجرد نتكلم عن واقع و مايجب ان يكون ، بمناسبة قرب انتخاب البرلمان و الحكومة الجديدة

    ردحذف

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )