تسلسل للافكار

عن ماذا سوف اتكلم اليوم عن السياسة ام عن حياتي اليومية ؟ لا ادري فهذه من المرات القليلة التي ادون من اجل التدوين لا من اجل شرح فكرة معينة ، لهذا سأدع حبل الحديث حر يأتيلي بالافكار .

لازلت احاول ان اكتسب بعض العادات التي فقدتها مع طول الوقت و تراكم مهام الحياة و طبيعة عملي التي جعلتني في منتصف هذا العام الف الساحل الليبي بين مشرقه و مغربه ذهابا و عوده الكثير من المرات فلم اعد اعرف غدا في اي مكان سوف انام وفي اي مكان سوف اصبح .

ومن هذه العادات التي ارغب في اكتسابها هو التدوين بعيدا عن الفيسبوك الذي ياكل من وقتي الكثير و اصبح مضيعه للوقت لا اكثر ، فالتدوين رياضة للغتي و طريقة تفكيري و اسلوب كتابتي و ايضا اتمنى ان يحثني التدوين على الاطلاع لاجد ما اكتب ، فكم ارغب ان ادون عن خلاصة الكتب التي اقرأ ، و الهدف الثاني من التدوين هو ان اتعلم كيفية تلخيص ما قرأت ، فكثيرا ما اقرا و انسى و هذه عادة اريد ان اتخلص اعتقد ان تدويني لبعض الافكار و كأني ارغب في شرحها لشخص ما يجعلني اثبّت هذه المعلومة.

لازلت احاول ان انهي رواية عزازيل ليوسف زيدان ، هذه الرواية ذات الحبكة القصصية المحكمة ، صحيح انها تتكلم عن موضوع لا يهمني كثيرا عن راهب مسيحي في زمن قديم جدا بالتحديد القرن الرابع للميلاد ، ذلك القرن الذي شهد نقاط تحول كبيرة في العقيدة المسيحية ، و ظهور افكار عدة و صراعات اكثر بين مذاهب مختلفة ، لكن ما شدني اليها هو كم المعلومات الجديده بالنسبة لي عن تلك الفترة و الدين المسيحي ، و ايضا قوة القصة و تسلسلها ، فالتزام الكاتب بالدقة الزمنية و اضافته لكم كبير من الحقائق و الاسماء و جودة تسلسل الاحداث ، و تعدد المشاهد و حسن اختيار المفردات و الوصف ، كل هذه الاشياء مجتمعه يجعلك تتمنى ان ترى هذه الرواية عملا سنمائيا من نوع الافلام الامريكية مثل Kingdom Of Heaven او غيره من الافلام التاريخية .

اعاني هذه الفترة من خلل كبير في التركيز فدماغي مشتت بين العديد من المهام و الرغبات ، و عامل الوقت و العزيمة هما صاحبا اليد العليا هنا ، مع الكثير من المغريات المشتِّتَه للوقت طبعا على رأسها الانترنت و يتميز من خلالها الفيسبوك ، احيانا كثيرا ينتابني احساس انني سأتعامل مع الفيسبوك كما تعامل هتلر مع اليهود في كل خطاباته كان يلقي باللوم في خراب المانيا و العالم على راس اليهود .

على كل حال اثبت محاولاتي المتعددة لانقطاع عن الانترنت او الفيسبوك لفترة معينه من الزمن فشلها و بجدارة ، فارتأيت ان افضل طريقة هي التقليل و تغيير طريقة الاستعمال ، فمثلا ما يشدني الى الفيسبوك هو التفاعل الكبير هناك و التجدد السريع للمحتوى ، و ان كانت فكرة التجدد اصبحت تختفي فطبيعة حياتي اختلفت عن فترات عمرية سابقة .

ايام الدراسة و الجامعه و ان كان مَقْدَم الفيسبوك اليها متأخر و لكن ساتكلم بشكل عام ، ايام الدراسة كنت استطيع ان اتعرف في المتوسط بشخصية واحده اسبوعيا و كانت العلاقات اقوى بكثير ، و النشاطات اكثر ، و الحياة ابسط ، فكان ينعكس ذلك على الفيسبوك او المنتديات في زمانها كطريقة للتواصل او حتى البريد الالكتروني ، فكمية الاضافات للاشخاص كثيرة و المواضيع متنوعه و الافكار عديده و الخلاصة ان الموضوع ممتع .

اما الان فاصبحت -مع طبيعة عملي- علاقاتي الاجتماعية محصورة جدا في عدد محدود من الناس ، و المواضيع التي اتناولها في حياتي قليلة جدا و مشتركة مع عدد بسيط من الاشخاص ، و الوجوه اصبحت متكررة جدا ، اضف على ذلك الاجواء التي نعيشها في البلاد تجعل الحديث يغم النفس فالمحتوى لا يخرج عن كونه اخبار و اقاويل و اشاعات واكاذيب .... ، كل هذا جعل من الانترنت مصدر تشويش كبير جدا للحالة النفسية .

عليه قمت منذ فترة بعدة اجراءات تلتها اجراءات اخرى ، اولها قلصت عدد الذين اتابعهم على الفيسبوك من خمسمائة شخص و نيف الى نصف هذا العدد ، و ساسعى الى زيادة تقليص هذا العدد ، ايضا قلصت عدد الصفحات التي اتابعها على الفيسبوك الى قرابة 30 صفحة فقط و ساساعى ايضا الى تقليص هذا العدد اكثر و اكثر .

انتقلت في متابعتي اليومية الى تويتر ، الصراحة اقل تشويشا يعتمد على متابعة للفرد في حد ذاته لا متابعة الاخبار او المحتوى كما يحدث في صفحات الفيسبوك فلا تدري من صاحب الموضوع بل تعرف ان الخبر منشور على صفحة كذا ، ايضا عدد الحروف المحدود 140 حرف للمنشور مما يعني لا اجهاد كبير و لا مضيعة للوقت ، ايضا لجدّيّة محتواه و التزام افراده لو عرفت كيف تنتقيهم مقارنة مع الفيسبوك ، كل هذا شجعني على استخدامه و الصراحة بدأت احبه .

ايضا بعد الغاء متابعتي للعديد من الصفحات على الفيسبوكركزت اكثر على احدى خدمات RSS و التي اتمنى ان اكتب عليها مقالة يوما ما ، الغرض من انتقالي الى هذه الخدمة هو تقليل التفاعل ، ففي عالم الشبكات الاجتماعية لابد من تتفاعل مع ما يعجبك اما بتعليق او باعجاب او بمشاركة ، لكن مع خدمات RSS سوف تتركز طريقة استخدامي للمواضيع على الاطلاع لا على التفاعل ، و هذا هو الهدف .

هل سانجح فيما اسعى اليه ، علم هذا عند ربي ، هل بهذا تنتهي علاقتي بالفيسبوك ، اقولها من الان لا اعتقد ، هل تنتهي مشاكل تشتتي بانتهاء الفيسبوك ، ابدا فمازال هناك الكثير من الجبهات حتى اقاتل عليها سعيا للانتصار ، لكن فلندع ذلك للايام .

دردشات عقاب الليل

لا جديد  عندي حتى اتحدث عنه او قد يكون عندي الكثير لاتحدث عنه و لكن لا اعرف من اين ابدأ او ماذا اقول ، تشوش عندي الغرض من هذه المدونة بعد ادماني على مواقع الشبكات الاجتماعية و لم اعد اعرف هل يجب ان اكتب ما اكتب على الفيسبوك ام في مدونتي ؟

الفيسبوك يتميز بعدد قراءات و تفاعلات كثيرة و كبيرة ، اما المدونة فتتميز برزانتها و امكانية اضافة الصور و التحرير العديدة بالاضافة الى انها طريقة ممتازة للارشفة ، على عكس المواقع الاجتماعية التي تعتمد على مبدأ ما الجديد و اما القديم دائما منسي .

كنوع من ارضاء الضمير و ابداء اهتمامي بمدونتي و انني لم اتركها و اهجرها ، قمت بتعديل في شكلها قليلا تمشيا مع سياسة التبسيط و التقليل التي انتهجها منذ فترة متأثرا بكتابات عبد الله المهيري عن التبسيط و ايضا متاثرا بتصميم موقع تيدووز الذي قام صاحبه بتغيير جدري في تصميمه مما سرع عملية التصفح و سهل التركيز على المواضيع لا على اشياء اخرى .

مشكلتي لا اعرف كيف اغير و العب في تصميم قوالب بلوقر التي ارى انها طلسم من الطلاسم بسطور اوامرها العديده ، و الا لدخلت و عدلت فيها و قللت من حجم القالب بشكل كبير حتى يعمل بشكل اسرع ، فحتى تحين تلك اللحظة سوف اكتفي بما لدي .

قمت فعليا بجعل المدونة عمود واحد فقط لا غير ، لا صورة كعنوان للمدونة بل اكتفيت بنص ، الغيت كل ما يتعلق بروابط لبعض المدونات الاخرى و بعض نشاطاتي على عالم الانترنت و ما اقرا على موقع Goodreads ، الغيت الملف التعريفي بشخصي في اسفل المدونة فلا اعتقد ان احد يهتم بمن اكون و لا اريد اي شخص ان يهتم بمن اكون اكثر من اهتمامه بما اكتب ، الخلاصة قد قلصت محتوى الصفحة ، و حتى اتعلم المزيد لزيادة التقليص اترككم في رعاية الله .