ذكريات الثورات


اتذكر انه بعد نجاح الثورة التونسية في الاطاحة بنظام المخلوع زين العابدين بن علي خرج علينا معمر القذافي في خطاب موجه في كلماته الى الشعب التونسي و الى الشعب الليبي في معانيه.
لم يحمل في طياته الا كلمات التهديد و الوعيد و الاستنكار و الاستغراب ، الذي أسمى نفسه القائد الثوري محرر الشعوب ، المنادي بالحرية لكل من هب و دب في العالم ، زعيم المستضعفين ، المطالب بحكم الشعوب لنفسها و الذي توعد دائما بثورة الشعوب ضد انظمة الحكم التقليدية.
عندما اقتربت النار منه و بدات حراراتها تلفح وجهه بدأ يشعر بالام الثورة و بدا الخوف ظاهر عليه ، هدد في خطابة ان الموت هو ما تقابل به الثورات ، لماذا تسعون الى قتل ابنائكم ، من اجل ماذا ؟ ، هل الغرض ازالة رئيس و وضع اخر ؟ ، و كانه لم يكن صاحب شعار "نداعو على الموت كراديس"
نبرت الخوف من انتقال عدوى وباء الثورات كانت واضحه في نبراته ، خوفه على منصبه و خوفه من ضياع حليف قوي له ، و ضياعه ليس بانقلاب عسكري يستطيع ان يعادي و يدين و يحارب من قام به بل ثورة شعبية ، فلا يتسطيع ان يعادي شعب باكمله .
نسب اسباب هذه الثورة الى الويكيلكس و اتهم الشعب التونسي بانه شعب مضلّل و انه سيسعى لمحاكمة السفراء الذين سربوا المعلومات الكاذبة الى ويكيليكس ، وانه سيقاضي السفير الامريكي نفسه .
تخاريف اعتدناها من شخص يطبق مبدأ
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) }
سورة الزخرف 
و لن اجد ابلغ مما قاله سيد قطب عن هذه الايات :
" واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه ; فهم يعزلون الجماهير أولاً عن كل سبل المعرفة , ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها , ولا يعودوا يبحثون عنها ; ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة . ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك , ويلين قيادهم , فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين !
ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق , ولا يمسكون بحبل الله , ولا يزنون بميزان الإيمان . فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم كالريشة في مهب الريح . ومن هنا يعلل القرآن استجابة الجماهير لفرعون فيقول:
(فاستخف قومه فأطاعوه . إنهم كانوا قوماً فاسقين)
ثم انتهت مرحلة الابتلاء والإنذار والتبصير ; وعلم الله أن القوم لا يؤمنون ; وعمت الفتنة فأطاعت الجماهير فرعون الطاغية المتباهي في خيلاء , وعشت عن الآيات البينات والنور ; فحقت كلمة الله وتحقق النذير:
(فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين , فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين)."
 هذا ما قاله معمر القذافي عند نجاح ثورة الشعب الشقيق في الدولة الجارة ، لكن هل يتذكر احدكم اذا خرج علينا معمر القذافي في خطاب اخر بعد نجاح الثورة المصرية ؟ شخصيا لا اتذكر و اتمنى ان يذكرني احدكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )