نضال الاباء و الاجداد


نضال الاباء و الاجداد ، هذا تشويه لما توارثناه عن الاباء و الاجداد ، هذه الارض المعطائه التي روتها دماء الاباء و الاجداد .
مجموعة طويلة من الجمل و الكلمات التي اصبحت لا يخلو منها اي بث اذاعي مرئي كان ام مسموع و لا تخلو منها اي صحيفة ليبية "قحصية" لا يراد ان يقال عنها انها خارج السرب او متأمركة او ذات طابع اوربي او غربي .
اذا اردت ان تضيف لاي شيء قيمة وهالة من الرهبة و الاحترام و القداسة ادخله في معية الاباء و الاجداد ، فيصبح هذا الشيء محرم ممنوع الاقتراب منه او لمسه او انتقاده.
في ليبيا بالتحديد لاحظت انه لا ياتي تاريخ الاباء و الاجداد الا في صورتين :
  • عند ذكر القومية الليبية و محاولة رفع الحماسة و استجداء الهمم بتذكير الناس بما ضحى به الاباء و الاجداد في سبيل تراب هذا الوطن ، محاولين بهذا ان ينسونا ان تاريخ الاباء و الاجداد مليء الى الحد الثمالة بالصراعات الاهلية و الاغتيالات الداخلية وانه مافتئ زعيم نفر من الناس الا و هاجم و قاتل نفر اخر بدعوى القبلية و الصراعات السياسية ، ومع كثرة تكرار موضوع الاباء و الاجداد في الصراع الليبي الايطالي يهيأ للمطالع ان تحرير ليبيا من حكم الفاشت كان نتيجة لحركة الجهاد و ليس نتيجة للتدخل الاجنبي و صارع المحور و الحلفاء.
  • اما الصورة الثانية فتأتي عند ذكر العادات و التقاليد و طبعا هذا من البديهيات فالعادات و التقاليد ليست الا اثر فعل الاباء و الاجداد وما تركوه لنا تناقلناه كابر عن كابر ، لا ادري من وضع قانون الالتزام شبه المطلق بتاريخهم و حرمانية تغييره و ان كان لا يمت بالدين باي صله حتى يكتسب هذه الحرمانية ، اتذكر بداية عصر صالات الاعراس وما جلبته من تغيير لمواعيد ايام العرس الليبي التقليدي وكيف كان الانتقاد دائر بين نساء العائلة واعتبار هذه الصالات رجس من عمل شياطين الانس افسدوا به رونق العرس الليبي الاصيل ، ايضا اتذكر لهجة الاستهجان التي يتحدث بها من تخبره ان فاتحة فلان في الجامع العلاني بعد صلاة المغرب ، و لا اريد ان اتخيل اليوم الذي يقال فيه لاحد ان الجنازة بعد صلاة المغرب ، فتوقعاتي تقول انه ستتحول الجنازة الى جنازتين ، و امتد تاثير "التابو" الى الامثال الليبية التهكمية حين يقول القائل على لسان امرأة : " السبت سبت نفسه ، و الاحد سبر امي ما تمسه !!! ... الى اخر المثل".
ويبدو ان ظاهرة تقديس القديم واعتبار تمام الحكمة عند القدماء ليست فقط حكرا علينا بل هي ظاهرة عالمية فحتى كتابات الغرب و افلامهم تلاحظ لمسة القداسة للعلوم البابلية و الفرعونية و الطب الصيني وحكمة الهنود وباقي الجماعات الانسانية الغابرة من قبائل المايا و الهنود الحمر ....

هل من المعقول ان يظن العالم ان هناك ولو نسبة 0.00001% ان نهاية العالم ستكون سنة 2012 لمجرد ان تقويم قبائل المايا قالت هذا ؟ لماذا الاعتقاد بأن عند القدماء اخبار و علوم لم تصل الينا وانهم كانو على دراية بالغيب ؟ لماذا الاعتقاد ان بناة الاهرامات كانت لديهم من العلوم ما فاقت به علومنا الان و انهم طارو الى الفضاء وتحكموا في الجاذبية ؟ لماذا الاعتقاد بقارة اتلانتس وانها كانت تحوي من العلوم ما لا عين رأت و لا اذن سمعت ؟

اسئلة لا اجد لها اجابة حاسمة و ان كانت لي خواطر اكثر فيها ولكن هذه تخربيشة اخرى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )