كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي
ما دفعني لكتابة هذه التدوينة هو رسالة الكترونية وصلت لبريدي عن طريق احدى المجموعات البريدية المنتشرة في الشبكة ، عن مسابقة تصميم باستخدام ورقة بيضاء فقط لا غير (
قمت بعرضها في المدونة سابقا ) ، عندما رايت ما تم تصنيعه باستخدام ورقة بيضاء فقط كم تأسفت على حالي وعلى حال من حولي وعلى حال شعبي وامتي ، تم قتل روح الابداع فينا وبقوة و اصبح كل من يحاول ان يبدع وكأنه مخلوق فضائي اتى بشيء عجبا.
ساتكلم عن الواقع الموجود في ليبيا فلا اعرف حال باقي دول الوطن العربي وان كنت اشك انه يختلف الشيء الكثير عن حالنا ، في المدارس فلنبدأ الرحلة من المرحلة الاساسية ، حصص القراءة ذات مواضيع ثابته موجهة يوما عن موضوع المكتبة ويوم عن الحرية ويوم اخر عن فصل الربيع وهكذا متى سيتعلم التلميذ ان يقرا كتب خارجية والطريف في الامر ان كل مدرسة تفتخر بوجود مكتبه في اروقتها وطبعا وجود هذه المكتبة مجرد عملية احصائية فقط يفخر بيها مدير المدرسة بين باقي المدراء في اجتماعات امانة التعليم فلا وجود لحصة المكتبة ولا وجود لنظام الاستعارة والاطرف محتوى المكتبة من الكتب هو دواوين الشعر للمتنبي و احمد شوقي و صحيح مسلم والبخاري .... وقس عليها باقي الكتب ، الملاحظة لمن هذه الكتب لتلميذ عمره لا يتجاوز اثنى عشر سنة !!!
وعن حصص التعبير اتحدث الان وما ادراك ما حصص التعبير مواضيع سخيفة جامدة ثابته مر الزمان لم تتغير مثلها مثل مواضيع حصص القراءة ("الماء" ، "الربيع" ، .... ) لا جديد ولا تجديد ، امة قامت على لغتها ارتبطت بلغتها دينها مبني على اللغة ، امة قوامها لغتها ، وطلبة مدارسها لم يكتبوا بيت شعر واحدا ولا حتى سجعا .
انتقل الى حصة الرسم ما يثير غيظي في هذه الحصة انني لا ارسم ، لا احبه ولا اعرفه ، الكارثة لم يعلمني احد ، مفهومي عن المدرسة انها تُعَلّم فلماذا كانت حصة الرسم عبارة عن ارسم موضوع الربيع ، ارسم موضوع الناس في المؤتمر الشعبي الاساسي ، ارسم قاع البحر !!!
ولم يقم احد بمجهود ولو بسيط لكي يعلمني كيف ارسم فراشة او ارسم سمكة او حتى كيف ارسم انسان او كيف ارسم الازهار ؟!!!
لم يعلموني رسم المبادئ ويطالبونني باللوحات !!!
وجدت هذا الموضوع الذي ارى انه يكمل معنى هذه التدوينه فمن يرغب في الزيارة عليه بالضغط على الوصلة التالية :
الليل الحالك .. في فنون قتل الابداع لدى اطفالك - عن مدونة ابتكار