ريادة الاعمال

لم اقتنع يوما بفكرة ريادة الاعمال اراها تنتمي الى فصيل محاضرات التنمية البشرية و البرمجة اللغوية العصبية ودورات صناعة القادة وما شابههم من مسميات اخرى.

اغلب ما تبيعه هذه الدورات وهم المعرفة والشحن المعنوي، وما ريادة الاعمال الا مسمى "من وجهة نظري" صُنِع لخلق هالة من الابهار حول فكرة مشروع ناشئ، فرائد الاعمال بتعريف آخر ما هو الا صاحب فكرة يحاول ان يصل بها الى النجاح التجاري.

اذا نجحت فكرته اصبح صاحب مهنة باختلاف مسمى المهنة سواء كان مبرمج، اداري، تاجر، حائك ... الخ، واذا فشلت فهو اما موظف عاطل أو صاحب شركة فاشلة أو تجارة راكدة.

اعترض كثيرا على فكرة ان رائد الاعمال هو قائد كما تعرفها ويكيبيديا، الذي افهمه هنا انه يحاولون ان يجملوا صفة مغامر او مقامر بتغطيتها بمسمى رائد اعمال، فتبتعد الاعين عن دعواهم للاندفاع نحو الحرية و الانطلاق و التخلص من القيود نظير ربح قد يكون غير مضمون.

لو قدمنا حسن النية لقلت ان ريادة الاعمال محاولة لجمع مجموعة من العلوم من ادارة المشاريع الى مفاهيم تجارية و اقتصادية ومالية في دورات خفيفة تصلح ان تكون الحد الادنى لمن يريد ان يبدأ مشروعه الناشئ الجديد، مع خليط من مهارات التواصل و عرض الافكار لجلب راس المال الاستثماري للمشروع.

هكذا استطيع ان اتقبل ريادة الاعمال عندما تقدم على انها مبادئ و مقدمة لتخصص اكاديمي اضخم لمن لا يستطيع ان يتخصص، او لا يستطيع ان يوظف المختصين لعدم الجدوى الاقتصادية من دفع مرتبات عالية لهم في مشاريع ناشئة.

اعلم ان مثل هذا الكلام سيفتح علي هجوم ناري، ولله الحمد لا قرّاء كثر لمدونتي، لن ادعي كل هذه الافكار نباعة مني فقد ساهم مقال على موقع ميدان الجزيرة بعنوان "اباحية ريادة الاعمال ... لماذا اصبح الجميع مهووسا بلقب مؤسس؟" في بلورة افكاري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )