دفتر الحرب - ممدوح حمادة

دفتر الحرب 
هذه التجربة الثانية لي مع المؤلف ممدوح حمادة ، فبعد انتهائي من قراءة دفترة الاشهر على ما اعتقد (دفتر الاباطرة) اتجهت لقراءة دفترة التالي (دفتر الحرب) وهو في تركيبته مشابه الاول مجموعة من المقالات القصيرة في معظمها المجمعة في كتاب واحد، تدور اغلب القصص على محاولة لتسجيل ونقل احساس و طريقة عيش مدنيين في وسط الحرب او بدايتها، او محاربين من داخل ارض المعركة، و لهذا عكس الدفتر الاول لن تجد الفكاهة فيه.

هل أنصح بالاطلاع على هذا الكتيب؟ الاجابة ببساطة نعم خصوصا انه كتيب صغير أو كما يفضل الكاتب تسميته دفتر و لا تحتاج الى اكثر من جلسة واحده لانهاءه، والان اتركك مع بعض من  خواطري عن بعض قصص الدفتر لعلي أثير فضولك وأدفعك لقراءته.

الجبنة الهولندية

هي اسرة بسيطة نعيش احداث انتقال حياتها من على مائدة الافطار في بيتها الى معايشة لحظة اعلان الحرب ومنها الى مخيم اللاجئين و كل هذا بلسان اصغ عناصر الاسرة سنا، وتصوير همه الاكبر في قطعة جبنة اضاع فرصة اكلها.

شظايا

يستطيع الكثيرون رواية مثل هذه القصة فقد عشناها في ليبيا كثيرا، فمن منا لم يجمع مخلفات الحرب من بيته او من سيارته او حتى من الشارع ولو كانت هذه المخلفات تقتصرعلى ظرف فارغ او طلقة رصاصة كلاشنيكوف، هذا ما ترويه هذه القصة عن مجموعة من الاطفال و سباقهم البرئ لجمع مخلفات الحرب و كأنها كنز يتفاخرون بامتلاكه.

أجمل مدينة

من القصص الجميلة تروي الاختلاف بين البشر و حب انتمائهم الى شيء ما، وان اختلافهم حتمي ولكن هذا لا يعني ابدا الخلاف، وانه مهما اختلفوا فان الحرب لن تفرق بينهم فعند سقوط القذيفة الكل متساوٍ.

الرصاصة التي كادت تلطّخ الشرفة بالدم

هذه القصة قد ترك اثر في نفسي، فهي تروى قصة مجند لم يدخل الجيش برغبته او لكي يحارب، ولكن وجد نفسه مع فرقته في أرض المعركة داخل مدينة ما مهامهم تطويق حي سكني فيها وقتل كل من يتحرك فلا مجال للمزاح، اقتل ثم تسائل هل هذا الشخص مجرم ام لا، تنقل لك القصة مشاعر الجندي المضطربة وخوف المجندين من صوت اطلاق الرصاص المستمر داخل الحي وتوترهم المتزايد مع كل دقيقة ورحلة الشك التي تنتابهم في رجوعهم احياء بعد انتهاء هذه المعركة، وتستمر القصة القصيرة حتى نصل لذروتها الدرامية حينما يضطر المجند لاتخاذ قرار حاسم ضد هدف ظهرله من شرفة احدى العمائر.

حفرة الرامي واقفا

نعيش مع هذه القصة حياة مجموعة من الجنود التابعين لفرقة استطلاع، ما هي حياتهم؟ وكيف يتصرفون؟، اعتقد هي القصة الوحيدة في هذا الكتيب التي بها جانب من الكوميديا السوداء.

مازلت على قيد الحياة

هذه القصة ايضا يستطيع العديد من سكان ليبيا ان يعيدوا روايتها بصيغ مختلفة نابعة عن تجاربهم الشخصية، فهي تروي حياة مواطنين تحت القصف في فترة الحرب، واعتماد المواطنين لمعرفة اخبار اسرهم واصدقائهم واحبابهم على المكالمات الهاتفية، فتروي القصة تجربة احدهم استقبل مكالمة من رقم مجهول تقول "مازلت على قيد الحياة" وتنتهي المكالمة كيف تصرف وبماذا فكر وماذا كانت النتيجة، هذا ما ترويه القصة.