عن لقاء الجضران مع السي ان ان

في الايام الماضية اخد الصراع مع الفدراليين منحنى جديد على الاقل من وجهة نظري كمتابع (ليس جيد) للاحداث بشكل عام ، فبالتحديد يوم الثلاثاء 14 / 1 / 2014 اجرى جضران مقابلة تلفزيونية على قناة السي ان ان الامريكية يمكنكم متابعتها من هنا ، ليست مقابلة طويلة اقل من 10 دقائق لكن تعكس بعض النقاط المهمة .

لا ادري من الذي طلب المقابلة و في اي اتجاه كانت هل CNN طلبت مقابلة جضران ، ام ان جضران طلب اجراء مقابلة على القناة لايصال صوته لخارج البلاد ، في الحالتين المقابلة قد تحققت و الهدف منها كان ايصال صوت مجموعة معينة و حراك معين داخلي في ليبيا الى المجتمع الامريكي بالداخل و باقي دول العالم .

كانت النقاط الرئيسية في الحوار كالتالي ، مع ملاحظة انه يجب ان يتم قراءتها من وجهة نظر الغير ليبين و غير العرب ، لان هذه هي الشريحة الموجهة لها الحديث في الاساس عبر القناة ، فلو اراد ايصال صوته محليا او عربيا لكان من الاجدى له التحدث على احدى القنوات الليبية العديدة او قناة العربية او الجزيرة ، لكن الشيء الواضح ان الصراع الان بين الحكومة المركزية و حكومة اقليم برقة اصبح صراع خارجي و ان الداخلي اما انه يعتبر هامشي او محسوم على الاقل من وجهة نظر احد الطرفين .

فعندما قامت الحكومة المركزية باللعب على ورقة "هناك ناقلات نفطية تريد ان تدخل البلاد بالتحديد للموانئ النفطية الشرقية و تم منعها بحجة عدم شرعية البائع المحلي و طريقة الشراء من ثم قامت الحكومة بتهديد اي دولة تتعامل مع الفدارليين لشراء النفط"  ، قام الفدراليين باتخاذ خطوة مضادة و هي ايصال صوتهم و فكرهم و سياستهم الى الخارج ، لتأكيد مشروعية اهدافهم .

  • بدأ الحوار بالتعريف بجضران عمره ، هويته ، وظيفته ، و حراكه السياسي .
  • اتجهت المذيعة لقراءة الاتهامات التي توجهها له الحكومة بانه يقفل موانئ نفطية تابعة للدولة بقوة السلاح و يقوم ببيع النفط بطريقة غير شرعية طالبة بعد هذا رده ، فكان بان الحكومة اضعف من ان تحمي نفسها ذاكرا موضوع خطف زيدان ، و انه قد تم منح الحكومة مدة 3 سنوات بدون ان تنجز اي شي (هنا مغالطة لانه قد مرت 3 حكومات في فترة 3 سنوات) ، و ايضا أوْضَحَ بان هذه الحكومة فاسدة ، جعلت من ليبيا احدى افسد دول العالم ، لهذا يسعى بمبادرته لحماية امن و غذاء و موارد ليبيا و تطبيق نظام اداري فدرالي للبلاد.
    و هنا يكون قد اوضح وجهة نظره في الحكومة و اتهامها بانها حكومة ضعيفة مسيطر عليها من مليشيات لا تستطيع حماية حتى رئيس الوزراء ، حكومة فاسدة و يمكن لاي شخص التيقن من ذلك بفحص ترتيب ليبيا في قائمة الشفافية ،  و ايضا اوضح ان هدفه ليس قسمت البلاد بل تطبيق نظام فدرالي يعرفه كل العالم لحماية ثروات البلاد و لضمان العدالة في التوزيع.
  • ثم جاء السؤال قد كنت عضو يا جضران في هذه الحكومة فقد تم تكليفك بحماية المنشئات النفطية ، و الرد هو يوم علمنا بفساد الحكومة قد تركناها.
  • من هو مشتري النفط ؟ و كانت الاجابة بانه لا يدري و هذا من اختصاص المكتب التنفيذي لاقليم برقة .
    وهي اجابة تكتيكية من الطراز الرفيع جدا فقد اثبت انهم ليسوا هواة او مجرد قوات عسكرية بل انهم حكومة متكاملة و ان لكل مؤسسة في الحكومة اختصاصها و لا احد يتدخل في اختصاصات الطرف الاخر .
  • يوجد في ليبيا العديد من الجماعات الارهابية فما علاقتك بهم ؟ و كانت الاجابة احدى اسباب غلقنا للموانئ النفطية ان النفط الليبي اصبح مصدر لتمويل هذه الجماعات الارهابية ، فلا نسمح لليبيا ان تصبح عراق او افغانستان جديدة و نريد البلاد ان تحكم بالقانون .
    وهذه ايضا ضربة معلم كما يقولون فقد خاطب اكبر مخاوف مواطن العالم الغربي و هو الارهاب و انكر انتماءه و دعمه له بل بالعكس اثبت نظريا على الاقل انه قد جاء نتيجة دعم الحكومة ماليا بطريقة مباشرة او غير مباشرة لمثل هذه الجماعات لهذا قام بسد مصادر الدخل للحكومة و هذه الجماعات ، وانهم كفدراليين يسعون الى دولة القانون لا لدولة الفوضى و الارهاب.
  • تقول ان لديك جيش يأتمر بأمرتك ؟ وكانت الاجابة نعم لديه قوات برية و بحرية يصل عددها الى 23 الف مجند لم يتقاضوا اغلبهم اي رواتب من فترة و مع هذا باقين معه .
    اوضح بهذا ان لديه قوة على الارض فعلا يمكنها ان تطبق ما يريد و ان ولائها له او للقضية لا للحكومة الفاسدة.
  • من يقوم بتمويلك ؟ الاجابة الى هذه اللحظة لا تمويل لنا الا من قبل بعض رجال الاعمال المؤمنين بالقضية ، و رغم عدم دفع الرواتب لمدة تزيد عن خمسة شهور ، لكننا ماضين و مستمرين في طريقنا.
  • الى متى ستستمر ؟ فاجاب حتى نستطيع ان نستمر سنسعى الى بيع النفط حتى ندفع رواتب الجيش و الشرطة .
    و هنا اثبت انه لا يسعى لبيع النفط من اجل غرض شخصي بل لتحقيق الامن و الامان بوجود جيش و شرطة .
 خلاصة القول بان هذا الحوار كان يصب و بقوة في اتجاه الفدارليين و لصالحهم و ضد الحكومة المركزية الحالية في ليبيا ، و لم يعد للفدراليين الا تحقيق هدفين ،  الاول ايجاد مشتري اجنبي دائم للنفط و التعامل مع الخارج اقتصاديا الذي سيجلب مع الايام اعتراف سياسي ، و الثاني هو تحقيق انجاز محلي ملموس بالنسبة لسكان اقليمهم حتى يتحصل على دعم شعبي محلي .

ملاحظة : هذه المقالة قمت بكتابتها بتاريخ 16 يناير 2014 ولم اقم بنشرها نتيجة التكاسل عن مراجعتها و تصحيحها و اعادة صياغتها ، واقوم نبشرها الان بتاريخ 7 فبراير 2014 بتاريخ رجعي فقط كارشيف للاحداث و لراي الشخصي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )