العشرون من فبراير


وكانت البداية الفعلية العملية اليوم للثورة الليبية او بكلمات اخرى كانت اللحظة التي ثار فيها البركان فاخرج الحمم بدلا عن الرماد ، مرت سنة كاملة عن سماع اشاعة هرب القذافي الى فنزويلا بعد خمسة ايام من المظاهرات المتواصلة وسقوط شبه تام للمنطقة الشرقية من البلاد ،لا احد يدري من كان وراء هذه الاشاعة مصادر داخلية من اتباع القذافي يريدون حصر معارضيهم وحصارهم في منطقة واحدة و القضاء عليهم جملة واحدة؟ ، ام انه احد الاطراف المعارضة اطلق هذه الاشاعة حتى تتأجج نار الحرب المشتعلة ضد القذافي و يطاح به في يوم وليلة ؟ ام ان للموضوع اياد خارجية تهدف الى خلق مجزرة في البلاد حتى لا تكون هناك فرصة للعودة و التراجع من الطرفين المتصارعين ؟

لا احد يدري و يستطيع ان يجزم -على الاقل -على صعيد مستواي انا ومن على شاكلتي من لسنا على اطلاع على خفايا الامور ولا نعدو كوننا ناقلي خبر ولسنا من صنّاعه ، على كل حال كان يوم تاريخي لست اهلا لسرده ، ولكني استطيع ان اقول انها كانت نهاية حكم طاغية ، فنظام حكم القذافي لا يستمد شرعيته من قوانين تحميه او من انتخابات شرعية تجعل خلعه يحتاج الى انتخابات اخرى و لا من دستور يمنحه الصلاحيات و لا برلمان أسنَد اليه سلطات ، بل كان يستمد شرعيته مما اسماه القذافي الشرعية الثورية ، و هي شرعية هشة ما ان تقول في وجهها "لا" تعتبر نهايتها وفقدت كل مصداقيتها و قواها ، وهذا ما حدث كانت الصرخه المدوية القوية في هذا اليوم من الشعب أن لا طاغية بعد اليوم ، تجرأ الناس في طرابلس و احرقوا الداخلية و احرقوا مراكز الامن في العاصمة و احرقوا برلمان القذافي المزعوم او ما يعرف بقاعة الشعب ، وفي هذا تعبير واضح و صريح لرفض - و اي رفض - استمرار اي مظهر من مظاهر سلطة الدولة القذافية في البلاد.

وكان ما كان من رد فعل احمق اهوج من دكتاتور مريض نفسي ، لا مزاح فالاسلحة التي صنعت من اجل اسقاط الطائرات اصبحت بديلا عن الكلاشنكوف المضاد للافراد ، سقط من سقط شهيدا - باذن الله - من اقصى البلاد الى اقصاها ارقام رهيبة بين نهارين سقطت في جميع المدن الليبية ، لم تمضي الليلة على سلام فلم نستطع النوم من كثافة اطلاق النيران ارعابا لاي من تسوّل له نفسه الاقتراب من معقل القذافي الاقوى باب العزيزية.

هذا هو اليوم الذي اتخذ فيه الليبيين قرار فطري اما النصر و اكمال المسيرة او الاستشهاد لا رجوع فهي الثورة الى اخر نفس ، و هي الخطوة التي تفوق بها الليبين على غيرهم ليس لدينا ما نخسر فمن جحيم الحياة في ظل الجماهيرية القذافية الى جحيم الحرب ويكاد يكون الامر سيان ، فمن لم يمت كمدا و حسرة على بلاد منهارة مات بالرصاص والموت واحد.

فاليرحم الله قتلى هذا اليوم ، فاليرحم الله من سقطوا من اجل القضية ، فاليرحم الله من كانوا شجعان في قلوبهم وفي افعالهم ، فاليرحم الله كل من ادرك ان الجهاد قد اصبح فرض عين في تلك اللحظة.

نحتاج ان نتذكر مثل هذا اليوم و الايام التي تلته نريد ان نتذكر ما كنا نعيشه قبل الثورة ، حتى نعرف ما لانريد ان نكونه بعد الثورة ، حمى الله أهل ليبيا و شفى الله مرضاها و رحم الله شهدائها و جعلها الله في القمة بدين و علم و عمل ابنائها.

آمين

Published with Blogger-droid v2.0.4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )