علم ... يتعلم ... تعليم

للتكبير اضغط على الصورة (توضيح لنسبة المتعلمين في كل دولة)
ما القول في خط انتاج ياخذ مادة خام مثلا حديد ويجري عليها عمليات بين البسيطة و المعقدة تستمر هذه العملية ما يقارب 16 السنة ، و بعد هذه المدة الطويلة تُخْرِج لنا هذه الالة مُنْتَج غير قابل للاستخدام و لا يمكن الاستفادة منه الا بصهره واعادة تشكيله من جديد .
اليس هذا خط انتاج فاشل ، لم يضع الا وقت المنتجين و المستهلكين و اموال الدولة و الشعب ، لانتاج مادة خام لا تساوي كل هذه التكلفة .
فالنستبدل الان الحديد بعقل طفل استلمه خط انتاج الاداة التعليمية 9 سنوات تعليم اساسي الى 3 سنوات تعليم ثانوي الى 4 سنوات كحد ادنى تعليم جامعي ، حتى يخرج لنا هذا العقل محشو بعلم لا تحتاجه الدولة ، فاما ان يتم حشره حشر في مركز لا يبدع فيه او لا يستخدم الا الجزء الضئيل مما تعلمه ، او تضطر بعض الجهات الى اعادة تعليم هذا الخريج بادخاله في سلسلة دورات متلاحقة حتى يعاد تأهيله .
يجب وضع خطة تعليمية وتقسيم للمناهج و الشهادات في الدولة بناءا على احتياج سوق العمل ، فاذا كان القانون الليبي ينص على ان التعليم اجباري الى نهاية المرحلة الاعدادية ، فعليا هل هناك جهة يمكن ان يعمل فيها الطالب الحامل للشهادة الاعدادية فقط ؟
من الممكن ان يبدأ نشاطه الاقتصادي لوحده مهما كان نوعه حتى لو كان بيع ملابس على قارعة الطريق ، لكن هذا يحتاج الى راسمال مهما صغر فهو يعتبر راس مال و الشخص الذي يكون عمره 15 ربيعا اشك انه يملك في جيبه حتى ما يسد به رمقه ليوم واحد ، على العموم حتى لا اطيل الخيط فتضيع الإبرة القصد من الكلام انه من الافضل ان يتم تدريس بعض المواد الاضافية للطلبة في المرحلة الاعدادية و الابتدائية منها اساسيات التجارة ، بدلا من دراسة الرياضيات كعلم مجرد لا علاقة له باي علم آخر لماذا لا يتم تعليم الطلبة كيف يتم حسابة الضرائب و الارباح و الزكاة وخلافه من المواضيع الرياضية البسيطة .
هل التعليم لدينا مجرد تقليد ؟!! ، لان غيرنا يفعل كذا فيجب ان نقلده ام انه لغرض اخراج شخص تطور فعلا ، سنوات و نحن ندرس النصوص و نحفظ ابيات الشعر و نسمعها و نأخذ عقابنا بالعصى ان اخطأنا في بيت او نسينا كلمة ومع هذا لا اعرف شخص من رفاقي الذين درسوا معي قد نمت فيه الموهبة الشعرية بل اغلبهم لا يحب حتى ان يسمعه ، اضف الى هذا مادة القراءة اغلب معارفي يرون ان من يمسك كتاب لقراءته اما ان يكون شخص له من وقت الفراغ الكثير او ان عقله قد اختل ، و لا اريد ان اتكلم عن ازمة الازمات و معضلة المعضلات النحو الذي لم نحبه ولم نفهمه و لا نريد ان نتعلمه ، فان كان هذا حال اجيال فيعني ان الطريقة ان يتم تعليم بها هذه العلوم لا تفي بالغرض فاما ان تطور من نفسها او فالالغاء مصيرها .
ايضا و من تجربة جارتنا مصر نستطيع ان نثبت أنّ التلميذ يستطيع ان يتقبل تعليم اكثر من لغة لماذا الاصرار على تعليم اللغة الانجليزية فقط لماذا لا يتم اضافة اللغة الايطالية مثلا الى التعليم ، وكلنا نعلم و مهما انكرنا علاقتنا - و ان كانت احيانا في عقلنا الباطن - بايطاليا ، و لم لا نتعلم لغتهم ونفتح على نفسنا باب ثقافة اخرى اكثر علما منا فنتعلم منهم .
اما بالنسبة للتعليم العالي فيا دولتنا العزيزة العالم كله اقتنع بمنطق التخصص و التخصص الدقيق ، فمثلا طالب كلية الحاسب الالي في بريطانيا يتخرج بدرجة بكالوريوس - ان لم اخطئ - خلال 3 سنوات فلماذا تاخذ عندنا 5 سنوات ، هل العلم الذي يتم شرحه عندنا اكثر من العلوم التي يتم اعطائها عندهم ؟
ثم طالب الحاسب الالي الذي سيتخصص في مجال البرمجة او الشبكات او اي تخصص آخر لماذا يُفرض عليه دراسة الكيمياء و الرسم الهندسي و الهندسة الوصفية و الاستاتيكا و الديناميكا وفيزياء الضوء و الصوت و الحرارة وما خفى كان اعظم .
يا عقول جامعتنا الكرام لو افترضنا انكم تُخرّجون في تخصص معين 100 شخص في العام ، وقد قمتم بتوفير عام كامل من طول المرحلة الدراسية للطالب ، فهذا يعني انكم وفرتم للدولة :
100 شخص × 1 عام = 100 عام
100 عام من البحوث و التطوير و الدراسات في هذا المجال ، هل هي بالشيء القليل ؟ ، لماذا لا تستفيد الدولة من 100 عام ، الفكرة ان ما اتكلم عنه قد تم تحقيقه في دول اخرى ، لو كان سوق العمل لا يحتاج الى خريجين جامعين اي متخصصين في البحوث و التطوير فيجب التقليل من عدد الداخلين الى الجامعة ، و هذا لا يعتبر تقليل من حرية المواطن او تقليل من حقوق اي طالب للعلم بل ضمان لمستقبله فما فائدة خريج جامعي في تخصص الكهرباء و يشتغل في مجال بعيد كل البعد عن تخصصه هذا اذا كان سعيد الحظ وتحصل على وظيفة .
اعتقد ان الصورة واضحة و الفكرة العامة قد وصلت ولست افضل من الامام الشافعي حينما قال رأي خطأ يحتمل الصواب و رأيك صحيح يحتمل الخطأ ، و تبقى هذه مجرد وجهة نظر خاصة بي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )