عن الصفر.........احدثكم !!!


هذه المقالة قد كتبت في جريدة الزحف الأخضر الليبية بقلم / امجاور خليفة محمد .

و قد أعجبتني و أحببت أن تشاركونني بها ..... و انتظر التعليقات !!!!!

الصفر عدد اكتشفه العرب ، وساهم في حل مشكلات رياضية كثيرة ، ولشدة حبهم له ظلوا قابعين إلى جواره .

وأطفالنا الصغار في المدارس الخاصة و العامة ، يعرفون إن الصفر عنصر محايد في عملية الجمع و الطرح . لا يغني و لا يسمن من جوع قد تجمع الملايين منه لكنك تظل صفرا كما بدأت .

والعجائز وحدهن يعرفن إن الصفر إذا وضع على اليسار صار صاحبه صفرا على الشمال لا يحل و لا يربط سوى ربطة العنق وخيط الحذاء .

والكبار العالمين بخبايا الأمور يعلمون إن الصفر إذا وضع على يمين الواحد صار عشرة و مائة ، ألف ، وآلاف الآلاف ،فيصير الفقير المعدم غنيا ويصبح الديك الأجرب مليونيرا ، لا تأكل أمواله النيران .

والنحويين يجمعون الصفر على وزن أفعال ، وسيارة أصفار تعني لدى سماسرة السيارات ، مركبه لم يسعفها الحظ بالسير على إسفلت شوارعنا الرائعة و لا يطمع في ركوبها مواطن تعبان .

وشخص أصفار يعني لدى الحذاق و الشطار مواطن لازال على الفطرة لا يعلم إن للدولار أسواق و أسعار .

ومواطن صفر اليدين اصطلاح يقصد به ، مواطن فقير مثل فأر الجامع و فأر الجامع يختلف بطبيعة الحال و الأحوال عن غيره من فئران الجمعيات و الأسواق و اللجان .

والصفر يثنى فيصبح صفرين ، والصفرين أزمة معروفه تعرض لها الحاسوب في مطلع الألفية الثالثة ، ولم تسلم منها سوى إداراتنا التي تعتمد أنظمه عتيقة ، لا يؤثر فيها الصفر و لا الصفران .

والصفران في لغة البريد ، والمواصلات السلكية و اللاسلكية ، تعني مواطن موفور الحال يملك هاتف يخابر به من وراء البحار و الخلجان .

والصفر قد يصبح مضافا إليه ، فنقول ساعة الصفر و هي الخطة الحاسمة التي تشن فيها الحروب ، وتندلع عندها الثورات وقد تصفى فيها الحسابات .

وخط الصفر عند العالمين بالجغرافيا هو خط الاستواء الذي يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين متساويين شمالا و جنوبا .

وخط الصفر الطولي ، هو خط قرينتش الذي يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين متساويين شرقا وغربا .

والثورة قد تقسم ظهور أعدائها عندما ينفذ صبرها ، كما يقسم المترفون ضلوع خرافهم المشوية على موائد المجون .

الصفير هو صوت الرياح العاتية التي تقتلع كل ما يعترض طريقها ، والتصفير صيغة غير مؤدبة للتعبير عن الغضب و الهيمان .

و العسكريون يصفرون أسلحتهم حتى لا تخطئ بنادقهم أي خائن أو جبان .

والصفر لا يضربه سوى جاهل ولا يضرب به سوى سيئ الحظ منحوس الطالع لأنه يحبط الأعمال ، وينجس الأموال و تصير الملايين المضروبة به صفرا.

و الصفر لا يقبل القسمة ، ولا يجوز القسمة عليه ، ولكن المطلعين على أسرار الحسابات و الحساب ، يعلمون إن لكل قاعدة شواذ فيقسمون بالقسط والميزان و لا تطال قسمتهم هذه محتاج و لا جوعان .

وفي الختام .. اللهم اجعل الصفر محايدا في حياتنا ، حتى لا تختل المفاهيم لدى أطفالنا ، ولا تجعلنا من الذين يضعونه على شمالهم فتشمت العجائز فيهم ، ولا عن يمينهم فتربى أموالهم .

اللهم أجعل أصفارهم في جيوبهم ، وكيدهم في نحورهم و ارجع أموالنا إلى خزائننا سالمة من كل سوء . اللهم اجعل في نفطنا حصة لراقد الريح ، و السائل و المحروم و لا تجعله حكرا على الشطار و الحذاق .

اللهم اجعل أبصارنا تبلغ مدى ابعد من حناجرنا ، اللهم لا تجعلنا من الذين يغمزون في الظلمة الحالكة و ينفخون في قرب مقطوعة .

هناك 4 تعليقات:

  1. هذه المقالة كتبت أيام الطاغيةعندما كان الأدب يعتمد الرمزية , أما اليوم فنريد أدب لا يرمز بل يفضح كل هؤلاء المتسلقين

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا للمشاركة
      فعلا اعتمد كثير من الكتاب على الرمزية في عهد غابت فيه الكلمة الصريحة خوفا على النفس او خوفا من عدم النشر ، لكن تبقى للرمزية دلالات جميلة حتى في زمن حرية الكلمة ، فهي تعمل على جعل القارئ يشغل خيالة ، ايضا تعطيك روح الفكرة فلو تكلمنا على الفساد بشكل مباشر فكل ما يصل الى القارئ هو حالة معينه من الكره للفساد اما الرمزية فهي تعمم قاعده معينه و عليها قس

      حذف
  2. للكاتب مقالات آخري لاتقل في لمستوى عن هذه المقالة , أرجو نشرها من آجل الفائدة

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا له عدة مقالات جميلة اخرى ، لكن للاسف هذا ما وقع بالحظ تحت يداي ، غياب الارشيف مشكلة الصراحة
      شكرا للمشاركة

      حذف

بسم الله الرحمن الرحيم ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )