2- ع السريع

هذه هي الحلقة الثانية من سلسلة على السريع، التي اضع فيها بعض الروابط التي تقابلني وتعجبني:


بماذا انصح مستخدم جديد للإنترنت؟

سؤال أول من طرحه أمامي المدون الإماراتي عبد الله المهيري في إحدى تدويناته العديدة، ولا يزال هذا السؤال يتبادر لذهني كل فترة لابد ان تكون قد تراكمت بعض الخبرة لدي، في طريقة استعماله، ووجهة نظر حول بعض العقبات، بمختصر الكلمات نصائح أوجهها لمن سيأتي جديدا لهذا العالم.

 فبعد حوالي ستة عشر عامًا من استخدام الإنترنت، اذكر أنّ أول استخدامي لهذه التقنية كان سنة 1998، كنت لا زلت في المرحلة الإعدادية، مع ابن عمي الأكبر مني، في ركن الإنترنت في قصر الملك أو ما كان يعرف في وقتها بالمكتبة القومية، لا زلت أتذكر سعر الساعة 8 دنانير، وسرعة الخدمة سيئة جدا.

لم افهم وقتها ماهو الإنترنت وكيفية عمله وماذا يجل أن أقوم به حتى ادخل على هذا العالم، هذا ما ساعدني فيه ابن عمي، أتذكر أنني دخلت لموقع نسيج، ومجلة PC MAG النسخة العربية، ثم لموقع نادي الميلان، وانتهت الساعة، كانت تجربة غريبة عجيبة ممتعة جدا، هذه كانت انطلاقتي مبحرا وسط عالم الإنترنت.

بعد كل هذه السنوات من الاستخدام اعتقد انه جاء الوقت لمثل هذه التدوينه، في البداية احب أن انبه صديقي المستخدم الجديد بان عالم الإنترنت عالم مُلهم كبير وشاسع وممتع، مهلك للوقت، و قابل للإدمان عليه، لهذا عقبتك الأولى في التعامل مع الإنترنت، هو معرفة لما تريد منه، فلا تستخدمه في إضاعة الوقت، صدقني إنّ أغلى ما تملك في حياتك وتقريبا الشيء الوحيد الذي تملكه فعليا هو الوقت فلا تفرط به مهما كنت يافعا، أو متقدمًا في السن.

أمّا إدمان الإنترنت صفة، أصبحت ملازمة لاستخدامه، ومن علامات الإدمان عليه:
  • إذا أصبحت نهارًا وأول ما تقوم بتفقده هو الإنترنت.
  • إذا أمسيت ليلا وآخر شيء قبل النوم تقوم به هو تصفح الإنترنت.
  • زيادة عدد ساعات استخدام الإنترنت بشكل دوري.
  • التحدث عن الإنترنت باستمرار في الحياة اليومية.
  • اضطراب علاقاتك الاجتماعية.
  • عدم القدرة على التركيز أو بصيغة أخري تشتت انتباهك بين ما يجب أن تقوم به وما يجري على الإنترنت.


الحياة كالميزان لا يقوم شيء على حساب شيء آخر إلا واختلت موازين حياتك، فيجب المحافظة على كل شيء باعتدال.

أما بخصوص مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها الكثير، أو برامج الدردشة، فهي من اكبر الخدع التي نعاني منها في هذا العصر انصح كل من يستخدم الإنترنت سواء قديم أوجديد بالابتعاد عنها، وان أراد استخدامها فلابد أن يقنّن طريقة استخدامه لها.

فليس بإمكان الإنسان العادي أن يتواصل من 100 شخص، ومن اكبر الكذبات أن لديك هذا الكم من الأصدقاء، والصديق الحقيقي هو صديق المواقف العملية، لا صديق الدردشة أو صديق الإنترنت، فلا علاقة بين الصداقة وبين ضغطتك زر التعليق أو الإعجاب، أو "الريتويت"، ولكل إنسان طاقة نفسية محدودة من التحمل، فلا تستطيع أن تتحمل سماع أخبار ومشاغل هذا الكم الهائل من الشخصيات، أو هذا الكم من الأخبار والمعلومات.

ايضا لا تثق عزيزي المستخدم الجديد للإنترنت في أي صفحة على الفيسبوك، خصوصا وباء الصفحات التي ابتلينا به في ليبيا، أقصد هنا الصفحات ناقلت لخبر بغير حياد أو منصة لتوجه سياسي معين، لا تكن وقود هذه الصفحات بنشرها وتأصيلها داخل مجتمعك، أذكر هنا قد سُئِل مرةٌ الإمام الحسن البصري من جمهور الناس أن اللحم ارتفع سعره ولم يقدر الناس على الشراء، ماذا نفعل، فقال الإمام: "أرخصوه"، فقالوا كيف يا إمام؟، قال : "لا تشتروه"، وهذا ما يجب صنعه مع الفيسبوك تجاهل مثل هذه الصفحات فيقل استخدامها وانشر ثقافة الهجر لغيرك، بهذا نتغلب على هذا الكم من الاحتقان في مجتمعنا.

وليس كل ما يذكر في الفيسبوك وفي الإنترنت بشكل عام صحيح، فمن ميزات الإنترنت وعصر الاتصالات بشكل عام،أنها سهّلت الحصول على المعلومة، ونشرها والوصول لما تريد، لكن هناك ضريبة يجب دفعها، فقد أتاحت للحمقى منبر يتحدثون فيه ومنه.

دع أساس تلقيك للعلم وللمعلومة هو الشك الدائم، هل هذه المعلومة صحيحة أم خاطئة هل تخضع لمقاييس العلم ولقواعد المعرفة التي خلق عليها الكون؟، الشك هو خير وسيلة للتعلم، وعدم ضياع عقلك بين الحقيقة والزيف.

الإنترنت وسيلة للتواصل، بها شركات وعلوم ومعرفة كثيرة، تكاد لا تنضب كل يوم في ازدياد، فلا تحصر نفسك في موقع او موقعين، إذا كنت تحب الجديد فالإنترنت مبتغاك، لكن لا تدعها تطغى على حياتك، فالإنترنت أداة لا أسلوب حياة إلا لو كنت من المرتزقين عن طريقها، فمن اكبر الأخطاء التي ارتكبناها أننا استبدلنا الفراغ "الكساد" وعدم وجود هوايات وكسل التعلم باستخدام الإنترنت.

هذه نصائحي بشكل سريع لا تضيع وقتك، استخدم الإنترنت فيما يفيد، لا تكن مستهلك فقط بل حاول أن تنتج، تعلم لغات البرمجة، تعلم التصميم، تعلم الفيزياء و الرياضيات واللغات وكل ما يخطر على بالك من علوم باستخدام الإنترنت، تابع الصحف والكُتّاب والأحداث العالمية، لا تكن إمّعة عديم العقل والتفكير فلا تتبع كل منادٍ، و لا تنقاد وراء كل متحدث.

1- ع السريع

مجموعة روابط اعجبتني:

رحلة المانيا

في البداية احب ان اتوجه بالشكر لزميلي العزيز في مجال التدوين "منير اشميلة" صاحب مدونة Monirly، الذي لولا مبادرته لاعادة تنشيط التدوين في ليبيا بالفكرة التي كتبها بعنوان “مبادرة لتنشيط التدوين في ليبيا”، وكان نصيبي ان اكون اول المساهمين في هذا المبادرة بطلب من اخوي منير “دفان مراكب”، فقد طلب مني منير ان اتكلم عن اخر رحلة لي، صراحةُ لست كثير الترحال أوكثير السفر، لكن اعتقد ان اخر رحلة لي خارج البلاد تستحق التدوين.

كانت رحلتي الاخيرة في الاسبوع الثاني من رمضان سنة 2013، الى الدولة الألمانية بالتحديد مدينة كرونبيرج، لغرض حضور دورة تدريبية في مجال العمل (تقنية المعلومات) في مقر الشركة، سبق هذه الدورة الكثير من المراسلات بيننا وبين الشركة والتعهدات المالية وما الى ذلك، تلك الاجراءات التي يمر بها كل مواطن ليبي ساعيا وراء الحصول على تأشيرة الاتحاد الاوروبي.

هل يستحق الموضوع الذكر؟ لا اعتقد سأجتاز مرحلة الاعداد للرحلة، وسأكتفي بذكر نتيجة صعوبة اجراءات الحصول على التأشيرة في تلك الفترة عبر السفارة الالمانية في طرابلس فضلت السفر بدعوة من فرع الشركة في سويسرا، وهذا سبب لي عائق اضافي، فحسب نصيحة الاغلبية من ذوي خبرة السفر الى اوروبا، انه يجب علي الدخول الى الاتحاد الاوروبي عن طريق الدولة الصادر عنها الـتأشيرة.

وهذا ما كان فعلا، تم حجز تذاكر السفر على الخطوط التونسية، ذهابا وعودة بحيث يكون خط السفر طرابلس- تونس، تونس-جينيف، ثم منطقة ضبابية لم يتم التخطيط لها بالذهاب الى فرانكفورت، ومن فرانكفورت الى كرونبيرج، ومن ثم العودة من مطار فرانكفورت الى تونس، ومن تونس الى طرابلس من جديد.

وفي يوم السفر الى تونس توكلت على الباري، واتجهت بصحبة والدي الى المطار (المرحوم) ولا تنسوا الاجواء رمضانية، حتى حان موعد الطائرة، ما ان اقلعت حتى هبطت ساعة زمن وكنا في مطار قرطاج، رحلة قصيرة خفيفة تعمها السعادة استنادا على مغادرتك الأجواء الليبية، كان المخطط البقاء في تونس العاصمة اقل عدد من الساعات فمع الفجر سأشد الرحال الى الاراضي السويسرية عابر البحر المتوسط بسحبه البيضاء، وهذا ما كان اقامة سريعة في فندق الهناء على حساب الخطوط الجوية التونسية في قلب العاصمة التونسية بشارع الحبيب بورقيبة، هذه اول زيارة لشارع الحبيب من عدة سنوات، وكم اصبت بخيبة امل بملاحظة كم تأثر هذا الشارع الحيوي بعد ثورة الياسمين، اختفاء الاكشاك، اختفاء الاشجار، وانتشار للمدرعات والاسلاك الشائكة، و اختفاء الكثير من المحلات على ضفتي الشارع وتحولهم الى مقاهي.

كانت اقامة سريعة بسيطة تخللها الكثير من “افرح بيا عيش خوي”، والكثير من “ع السلامة” و”يعيشك”، لن اتكلم اكثر على تونس فاغلب الليبين يعرفونها افضل مني بكثير، فانا من الليبين القلة الذين لم تتجاوز عدد مرات زيارتهم لتونس العشر مرات.

حاملا حقيبة الكتف بها حاسوبي وجارًا خلفي حقيبة السفر بها ملابسي، شددت الرحال فجرًا من جديد الى مطار قرطاج، مع كل اجراءات التفتيش، و”شن حابب تعمل في سويسرا” من رجال الجوازات، صعدنا الطائرة ومنها الى بلاد الصليب الابيض والعلم الاحمر القاني سويسرا.

هذه هي زيارتي الثانية الى سويسرا ولكن الفاصل الزمني بينهما طويل يفوق العشرين عام، عند وصولي الى شباك ختم الدخول مررت بلحظة الرعب تلك التي يقابلها كل ليبي عند الوقوف على اي جهة امنية، خصوصا مع مظهر الضابط المسؤول وهو يقلب جواز سفري الليبي ذات اليمين و ذات الشمال وكأنه “سفنزة” بحثا عن اي شيء مريب ومحاولة لفهم هذه الوثيقة الغريبة المكتوبة بخط اليد والتي تحتوي على ختم كبير بالعربي ينص “ان هذا الجواز صالح للسفر لكل دول العالم الا فلسطين المحتلة”،حاولت ان اساعد الضابط معتقدًا انه قد يكون يبحث عن بياناتي بالانجليزية في نهاية جواز السفر لكن اشارة صارمة منه اسكتتني، صراحة لم يسألني اي سؤال او ناقشني في اي نقطة منذ لحظة وقوفي، بعد اقل من دقيقتين قام بختم جوازي مُمَرِّرُه لي من تحت الزجاج قائلا جملة وحيده “Welcome” ، شعرت في تلك اللحظة بشعور الليبي في التسعينيات الخارج من الجمعية الاستهلاكية بنصيبة من علب التونة، شعور النصر والفخر بتحقيق انجاز تاريخي في ظل عصر الفضائات والتكتلات.

كانت مهمتي من اللحظة الأولي واضحة، الاتجاه فورا الى اقرب مكتب خطوط طيران لحجز باقي رحلتي الى فرانكفورت، وهذا ما كان، الى اقرب مكتب طيران والذي كان مكتب يضم لوفتهانزا الألمانية وسويس اير السويسرية، تمّ الحجز الرحلة بحيث اذهب الى زيورخ ومنها الى فرانكفورت، ما لفت نظري في مطار جنيف هو وجود جزء فرنسي للمطار، وبعد الاطلاع في الانترنت حول هذا الموضوع، اكتشفت ان المطار قد تم بناءه على الحدود الفرنسية السويسرية، وهناك جزء منه داخل الأراضي السويسرية وجزء اخر في الاراضي الفرنسية، لا يفصل بينهما من داخل المبنى الا 10 خطوات صعودا على درج.

استأنفت الرحلة الى زيورخ ومنها الى فرانكفورت، ذاك اليوم الذي كانت بدايته في الاراضي التونسية، وصلت الى مطار فارنكفورت الذي لم ارى اضخم منه الا مطار دبي، كم الطائرات جعله اقرب لخلية النحل وشبكة قطارات محيطة به تظهر من السماء وكانها شبكة عنكبوت؛ لم اكن اعلم الا اسم المنطقة التي اريد الذهاب اليها “كرونبيرج” ، لم اعلم بُعدها عن فرانكفورت، ولم اعلم حجمها او طبيعتها.

بعد ان استلمت حقيبتي اتجهت صوب اول باب خروج من المطار وهنا تقابلت لاول مرة مع وجه المانيا الاخر، مَسكني شخص من ذراعي اليسرى، شخص قصير ممتلئ قليلا اصلع بالكامل “قرعة” يرتدي ملابس عصرية بنطلون بني اللون قماشي، وجاكيت ذات لون “كاكي او بطاطي” سائلا اياي بلهجة غريبة لكن بلفظ يستحيل ان تخطئ فيه، سؤالين الاول منهما Taxi ؟ اجابتي كانت باحدى الكلمات القليلة التي اعرفها بالالمانية “Ja” بمعنى نعم، ثم اتاني السؤال التالي “Muslim”؟ وكانت اجابتي مثل سابقتها “Ja” وكلي استغراب لماذا السؤال عن ديني؟ هل المانيا تحولت الى معادات الاسلام ام ماذا؟ اتضح بعد دقيقة فقط عندما وصلنا للسيارة بان السائق الماني مسلم من اصول تركية، وقد تعرف عليّ من الشكل فقط شاكًا بأني عربي او تركي؟ فأحب ان يقدم خدماته ويكون له من المال نصيب.

اتضح فيما بعد ان منطقة كرونبيرج قرية صغيرة شمال فرانكفورت تأتي على منحدر جبلي لا هي في قمة الجبل ولا اسفل منه، منطقة نصف جبلية خضراء بالكامل مزروع في ضواحيها مساحات ضخمة من الذرة، مستغلين كل المساحات حتى على شريط ضيق من الارض بين طريق رئيسي وآخر للخدمات.

احدى طرق المنطقة
 بهذه القرية مجموعة من البحيرات اشهرها بحيرة فيكتوريا على اسم الملكة الانجليزية، التي كانت لها صلة بالمنطقة، وبها قلعة قديمة جدا من زمن حكم الاقطاعيين لاوروبا، تحولت الان الى مزار سياحي، وملاصقة لجامعة كرونبيرج، كان وصولي للفندق عند الساعة السادسة مساء تقريبا عطشا صائما مرهقا من طول الرحلة، بجهد وتعب حملتني قدماي الى مكتب استقبال الفندق ضيق صغير لكنه ذو اضائة جيدة وديكور يجعله حميميا وكأنك في منزل لا في فندق، رجل الماني اربعيني العمر يجيد الانجليزية بطلاقة بشوش كان في الاستقبال، أكملت الاجراءات والان الى المفاجئة هل الغرفة بالشكل الذي رايته على موقع الفندق على الانترنت ام هي الصدمة و خيبة الامل؟

احدى البحيرات المحيطة بالمنطقة
احدى البحيرات المحيطة بالمنطقة
دلني على مكان الغرفة بطريقة اركب المصعد الى الدور الثاني يسارا نهاية الممر الباب على اليسار، اتبعت التعليمات فتحت الغرفة وكانت المفاجئة غرفة كاملة متكاملة اقرب الى المنزل، لو كنت احلم بمنزل لفرد واحد ما تمنيت غرفة افضل من هذه، خشبية البناء و الارضية هادئة بدون صرير، بمكتب واسع وعريض، اطلالة اكثر من رائعة على قلب القرية من نوافذ الغرفة الكبيرة ستائر ثقيلة تحجب الشمس صباحا وتوفر الدفئ ليلا، سريران وثيران، صالون صغير من كرسي “كنبه” لثلاث اشخاص وطاولة زجاجية وكرسيين فرديين مريحين، من خلفهما حائط به لوحة فنية من النوع السريالي او التكعيبي او احدى تلك الفنون التي لا افهمها لكنها بالوان هادئة مريحة للنفس، على يسار الجلسة شاشة تلفاز عريضة جميلة مشكلتها الوحيده لا تبث الا اربعين قناة ناطقه بالالمانية لو استثنينا قناة اليورونيوز الناطقة بالانجليزية، حمّام صغير نظيف جدا، ومطبخ صغير جدا لكنه عملي به حوض لغسيل الصحون وادوات طبخ كاملة، وسخان كهربائي "فرنيلّو"، ومايكروويف، وثلاجة،  وبالطبع تغطية لاسلكية للانترنت.

ما لفت انتباهي في الغرفة هو الحمام، وجدت على حوض غسل اليدين ملصق مرسوم عليه ورقة شجر ويغلب على الملصق اللون الاخضر، وكأنه اعلان لحزب الخضر، وفعلا لم يخب توقعي فلم ابتعد كثيرا عن الحقيقة، فهو ملصق يحثّك على المحافظة على البيئة وذلك في استخدامك للمناشف، فهم يوفرون كمية كبيرة من المناشف ويطلبون منك في صباح كل يوم ان توفر عليهم الجهد بأن تضع المناشف التي تم استخدامها اما في حوض غسل اليدين او تلقيها في حوض الاستحمام لمعرفة ايها التي تم استخدامها وعدم اعادة غسل النظيف منها، فكرة جميلة للتوفير منهم والحفاظ على البيئة، في بلد لم ينقصه الماء يوما ولكن هو الاحسان وحسن التدبير وفهم الامور.

احدى المناظر التي تطل عليها غرفتي
منذ لحظة وصولي كان من اهم الاشياء الموضوعه على جدول اعمالي هو معرفة محيط مقر اقامتي وتحديد طريقة افطاري اليومية وكيفية التنقل بطرق المواصلات المختلفة، كان يوم صيامي يبدأ الساعة 2:30 ليلا او بمصطلح ادق فجرا لديهم، وأذان المغرب عند 9:30 ليلا، يوم طويل صراحة، تتخله يوميا محاضرات من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً، خرجت راجلًا باحثا في محيط اقامتي عن حاجتي، اسفل الفندق يوجد مقهى يقدم القهوة وشبيهاتها، امام الفندق بمسافة 100 متر تقريبا يوجد سوق “سوبرماركت” كبير نوعا ما، وعلى مسافة 500 متر تقريبا توجد بحيرة ملخق بها حديقة ضخمة وملعب قولف تستحق الزيارة، وعلى نفس المسافة تقريبا في الاتجاه المعاكس توجد قلعة المدينة.

من حديقة البحيرة
حاولت ان استفسر عن وجود مطاعم تركية او باكستانية في المنطقة لعلي اتحصل على بعض الوجبات الحلال، لكن اتضح ان على عكس فرانكفورت غالبية سكان المنطقة هم من الالمان “منطقة قحوص اتاريها”، فاكتفيت بمحتوى السوق لتكوين افطار يومي لي، وانطلاقا من اليوم التالي بدأت مهمتي الرسمية وهي محاضرات الدورة.

من حديقة البحيرة
مكان اقامة الدورة كان في مجمع شركات ضخم نسبيا ينقسم الى ثلاث اجنحة، كل جناح من اربعة طوابق، جزء لشركة EMC الامريكية و التي جئت من اجلها، و جزء اخر لشركة SAMSUNG الكورية الجنوبية، اما القسم الثالث فلشركة كورية جنوبية ايضا لكن لم اتعرف على اسمها فهو مكتوب بابجدية كورية  وتعرفت على جنسيتها عن طريق العلم فقط.

مقر الدورة
بالنسبة للمجمع في حد ذاته مبنى يقع جنوب كرونبيرج وشمال فرانكفورت في منتصف المسافة بينهما، مبنى ابيض ضخم نوافذه وابوابه باللون الازرق كشعار EMC و SAMSUNG تحيط به حديقة متنوعة الازهار وما بين المبنى و حديقة الازهار منخفض به جدول مياه صغير غير جاف، و الرابط بين الطريق و مدخل المبنى الرئيسي، ممر اسمنتي معلق اسفل منه يستمر ذلك الجدول في الجريان. 

في اليوم الاول وبعد استلامي لبطاقة حضور الدورة والتأكد من هويتي، دخلت الى الفصل الدراسي الخاص بمحاضراتي، على يسار الباب سبورة من النوع القماشي للعرض باستخدم Data Show وسبورتين مربعتين صغيرتين ورقيتان للكتابة عليهما بقلم الحبر، على يمين الباب 3 صفوف وعمودان من المقاعد الزوجية وصف اخير طويل خماسي المقاعد، وجدت بعض الشباب الجالسين الواصلين قبلي؛ كان الامر غريب لا ادري اين أجلوس هل الاسبقية لمن حضر الاول هل الاسبقية للطول ام لتاريخ التسجيل لم ادري صراحة، ارتجلت وسألت احد الحاضرين عن مكان من الاماكن اذا كان شاغرًا فرد بطريقة باردة ان لا احد يجلس هناك، عرفت فيما بعد انه الشخص النمساوي.

قاعة المحاضرات
جلست وانتظرنا جميعُا حضور باقي الطلبة والمحاضر، ولله الحمد لم اكن ذو سمعة سيئة في مواعيد الوصول، حاولت قدر الامكان الاستيقاظ قبل موعد المحاضرات بساعتين اعد فيها نفسي واتكل على الله، اكتمل الحضور وختمهم المحاضر بالقدوم، جلس في تلك الاثناء شخص بجانبي ذو ملامح عربية، قدرت انه لن يبتعد عن كونه تركي، او من بلاد الشام لكن ارجح كونه فلسطيني أو مصري، “خدمت الرزين” وقلت سنتعرف على بعضنا، وهذا ما كان كعادة كل الدورات تبدأ بتعريف المحاضر بنفسه ثم وعلى طريقة المدفع الرشاش في اطلاق المعلومات كل شخص يعرف بنفسه بطريقة سريعة.

قاعة المحاضرات الدانب الزجاجي منها
وشاءت الاقدار ان يكون دوره في التعريف بنفسه قبلي، لم اعد اتذكر اسمه ولكني لن انسي الجنسية فقد كان اسرائيلي!!، اهلا وسهلا حلت الافراح واشرقت الانوار، بداية القصيدة كفر، هذا ما كان يدور في رأسي كيف سيكون تعامله معي، بالنسبة لي انا قادم للدراسة والتعلم، لم أتي لغرض الحرب او النقاشات الفلسفية الطويلة او توجيه الاتهامات، هذه فلسفتي التعليم اولا واخيرا، خصوصا ان المحاضر قد قسمنا مجموعات اثنين اثنين للتعاون في المعمل مع بعضنا.

كانت جنسيات الحضور كالتالي: المحاضر الماني، الطلبة شخص روسي، ثلاث اشخاص من سلوفينيا، شخص هندي يعمل في عُمان، شخص نمساوي، واحد جنوب افريقي، واخر صربي، مثله انجليزي وهو اكبرنا سنا ويعمل في لندن، الاسرائيلي و ختامها انا الليبي.

في فترة استراحة الغذاء بقيت في محلي جالسا اتصفح الانترنت، واجيب على بعض رسائل العمل، قررت حينها ان اتى الاسرائيلي سأحاول فتح معه اي موضوع نقاش، و أرى ما سيحدث.
اتى وبدأت الحوار بجملة “قد اجلسنا الحظ بجوار بعضنا!!”
نظرة استغراب منه وسؤاله “لماذا؟”
فاجبت “اسرائيلي بجانب عربي ويجمعنا الشرق الاوسط مع بعض”
ابتسم بشكل خفيف وقال “من اين انت؟”
اجبت “من ليبيا”
سأل من فوره “وكيف ليبيا الان بعد الحرب؟”
كان ردي اقرب لتصريحت زيدان بسوف وسنعمل وسنقوم “البلاد بخير ونسعى لتكوين حكومة قوية وسنقوم بالاستفتاء على الدستور قريبا!!”
اجاب بعبارة مقتضبة “جيد”
كانت هذه اخر عبارة تحدثنا فيها مع بعض في اليوم، جاء صباح اليوم التالي وقلت ابدأ الحوار من جديد تنازلا مني قلت له “بكرتوف”، هش وبش ورد بمثلها وصمتنا صمت سطح القمر.

تكونت في ذهني فكرة انه لا بقاء معه ولن اكمل معه الدورة، خصوصا انه لا يريد حضور الجزء العملي من الدورة، رأيت الشخص الروسي جالسا في المقدمة لوحده، قررت انه من الاسلم لي الانضمام “لحلف وارسو”، كارث عربي اصيل واحياء لذكرة المعسكر الشرقي وفترة المواجهه مع العدو الصهيوني(امزح طبعا).

كانت الدورة طويلة الساعات قصيرة الايام بالنظام الحديث المتبع حشو راس المتلقي بالمعلومات، فان لم يقرأ ويراجع فلا يلوم الا نفسه، اتعبني المحاضر الالماني بلهجته الغريبة، صحيح انه يتقن اللغة الانجليزية لكن تغلب عليه طريقة النطق الالمانية، فتقريبا كل حرف “S” يقلب الى حرف “Z” فأصبحت كلمة مثل “sysAdmin” تنطق بهذا الشكل “ZuzAdmin” ايضا اصبحت كلمة مثل “sbin” تنطق بهذا الشكل “Azbain”.

من الحوارات الممتعة التي دارت بيننا لاكثر من مرة، هو عدم ذهابي لتناول وجبة الغذاء معهم، سالني مرة الاسرائلي واجبته بانه رمضان فقال لي انه صحيح وسالني هل هذا الشهر الذي ينتهي بعيد “الفكر”، ليس خطأ املائي او خطأ في الطباعة لكنه هكذا نطقها فاجبت نعم، ايضا المحاضر سألني و قد اجابته بنفس الاجابة كذلك كان رد فعل بان ضرب يده برأسه انه كيف نسى انني مسلم، واهتم بالموضوع جدا حتى انه طلب مني اكثر من مرة ان اطلب من عاملي المطعم ان يجمعوا لي جزء من الغذاء في صحن واكله في حينما يحين موعد الافكار لدينا.

من اطول تلك المحادثات كانت مع النمساوي الذي لم يستطع ان يتخيل سبب امتناعي عن الاكل والشرب، فبدأ يسأل هل اذا افطرت توضع في السجن؟، هل الصيام مفروض على الجميع حتى المريض والطفل والكبير العاجز؟، الغريب انه طلب مني ان يرى التقويم القمري!!، واندمج في هذا الحوار الهندي الذي طلب مني ان اقول له كم ساعة اصوم فيها يوميا؟، صراحة اشهد انهم كثيري السؤال لكن بمنتهى الاحترام لا احراج ولا احكام مسبقة، اتكلم هنا على المجموعة التي قابلتها فقط لا على مجتمعات باكملها.

تمثال للسيد كرونبيرج الذي اطلق اسم عائلته على المدينة
في اليوم الاول في الفندق نبهني عامل الاستقبال وهو على فكرة مالك الفندق، بانه اليوم هو اخر يوم عمل له هنا فسوف يأخذ اجازة طويلة هو وعائلته، ومن الغد سوف يأتي والداه للعمل في مكانه، واصبحت هذه عقبة جديدة فوالداه طاعنان في السن، لا يفقهان في الانجليزية الا بمدى فهمي للالمانية، ولكن اشهد انهما ذكيان ابوه شخص بشوش جدا قصير القامة بشكل كبير لا تغادر الابتسامة محيّاه، كلما قابلني ابتسم ابتسامة عريضة يحييني بالالمانية وارد عليه بالعربية؟ فلن يفهم احدنا ما يقول الاخر، اما والدته فهي امرأة في بداية العقد السابع من عمرها، هي القائمة فعلا بالاعمال تعاملت يوميا معها، وكنا نتفاهم بطريقة ان اللبيب بالاشارة يفهم.

من اكبر المشاكل في المجتمع الالماني ان الاجيال الكبيرة في السن لا تتقن الانجليزية الا فيما ندر، واغلب اليفط في الشوارع لا تحمل اي عبارة انجليزية، ولغتهم للامانه ليست سهلة ابدا فاحيانا كلمة واحدة تتكون من اكثر من خمسة عشر حرفا فيصعب على غير المتعود على هذه اللغة نطقها، وكانت هذه النقطة محور نقاشي انا والروسي مع المحاضر “Olaf” ، وقد اجابنا بوجهة نظر من نقطتين مقبولتان جدا، اولهما انكما مقيمان في ريف فرانكفورت فلن تجد من يتحدث الانجليزية الا بصعوبة، اما النقطة الاهم فقد اجاب لماذا اتعلم الانجليزية، انا الماني بإعلامي وصحافتي وكتبي وفنوني ورياضتي واخباري ومدارسي وجامعاتي، العلوم تكتب وتدرّس بلغتي ان لم تتطور ايضا بلغتي، فلماذا اتعلم اي لغة اخرى؟.كانت نصيحته لنا اذا اردت ان تجعل الالماني يتحدث معك بغير لغته حاول ان تبذل مجهودا في تعلم بعض مفرادات لغته واذكرها امامه ثم اعتذر عن عدم امكانيتك الاستمرار نتيجة ضعف لغتك، عند تلك اللحظة سيحاول ان يبذل هو المجهود لتغطية عجزك، وقد جربتها وكانت طريقة ناجحة جدا، واعتقد انها ناجحه مع غير الالمان ايضًا.

فضلت التنقل في المانيا اما على قدمي في المناطق المحيطة بمقر اقامتي، او باستخدام سيارات الاجرة، تفاديت التعامل مع الباصات “للامانه” لصعوبة فهم خرائطها وتقدير سعر التذكرة، حاولنا في احدى المرات انا والروسي والهندي ان نفهم الخريطة، لم نستطع ان نصل الى شيء مفيد حتى اننا استعنّا بالالماني، وصرح لنا بانه نظام معقد جدا لم يستطع هو نفسه فهمه، وانه في كل فترة تقوم احدى الاذاعات المحلية بالنزول للشارع طالبة من الناس بشكل عشوائي ذكر قيمة التذكرة استنادا على الخريطة، وغالبا ما تكون الاجابة بعدم المعرفة، تعقيدها ان التسعيرة تعتمد على المسافة وعدد المحطات والمناطق المقطوعة، وعمر الراكب، فاصبحت وكأنها محاضرة لمادة الجبر، اما القطار فلم استخدمه الا مرة واحده فقط لبعد المسافة بين محل اقامتي والمحطة.

كانت من تجاربي مع سائقي سيارات الاجرة انني تعرفت على شخص عرفني بنفسه بانه مسلم عربي من سوريا يحمل من الاسماء اسم "علاء الدين"، ولكن نتيجة عدم معرفته بكثير من مفردات اللغة العربية، اضطرني ان اسأله من اين من سوريا فقد شككت في الموضوع، فقال انه من خليج الاسكندارونا، تلك المنطقة المتنازع عليها بين تركيا وسوريا منذ عقود، وتبعيتها لتركيا حاليا، فقلت له انك تركي، فاجاب انا احمل الجنسية الالمانية حاليا، لكني عربي تحت الحكم التركي، اعجبني اعتزازه بقوميته واصوله، تحدث معي في الشأن العربي والليبي بشكل عام، للأسف فكرته في السياسة تقتصر على التالي ان رأس الفساد في العالم هم الشيعة، والفرنسيين، اما بالشأن الليبي فالقذافي مجنون وانه شيعي، حاولت بشتى الطرق تغيير هذه الفكرة لديه وقلت له اننا في ليبيا في معظمنا من السنة مالكية، لمعت عيناه علامة الذكاء والنجاح في اثبات شيء فقال “مالكي العراق، نعم انه شيعي”، ضربت كفا بكف وقلت “الامام مالك”، فرد “امام ؟!  شيعي”، الخلاصة ضعف اللغة ورسوخ فكرة معينه في ذهنه قد اتعبتني.

صراحة انطباعي على المانيا انها بلد النظام، بلد متقدم جدا، وتلاحظه في كل شيء من الطريق الى العمارة، خليط جميل من جمال الطبيعة ومجهود الانسان، تناسق رهيب في كل شيء، التطور والبساطة يغطيان كل شيء، هل هم شعب متكبر وعنصري، لا اعتقد بل يمكن القول انهم شعب فخور، تعرّض للكثير من النكسات، ولكنهم فخورين بقدرتهم على النهوض من جديد، ايضا نتيجة كوارث الحرب العالمية الثانية اصبحوا محل اتهام من الجميع فأشهر شيء بعد بايرن ميونخ عن المانيا هو النازية وهتلر، مما جعل الشعب باكلمه في موقف دفاعي وتربص في اي حوار.

من الاشياء التي لم اكن اعلم انها موجوده في العالم اصلا، هو حول البحيرة التي بجانب الفندق توجد غابة من الاشجار متنوعة، الغريب هنا انهم قاموا بترقيم كل الاشجار بوضع قطعه معدنية تحمل رقم الشجرة، حتى المتلاصقة منها يتم تصنيفها بناء على الجذر فاذا كانت من جذر واحد فهي شجره واحده وان تعددت الفروع، اما اذا كانت من اكثر من جذر فهي اكثر من شجرة,


من نصائح والداي -حفظهما الله- كانت ان احمل معي بعض الهدايا الرمزية من ليبيا، من تلك الاشياء التي تبيعها بعض الدكاكين في المدينة القديمة، مجسم صغير للسرايا الحمراء او صورة لجامع أحمد باشا، او مجسم خشبي صغير “لبلغة” نسائية مطرزة، بحيث اقوم باعطائها لمن يهمني امره هناك، وهذا ما كان، فاعطيت واحده للمحاضر في اخر يوم دراسة، ايضا منحت واحده للصديق الجديد “نيكولاس” الروسي الذي لازلت تجمعني به صداقة ليست وطيدة لكنها علاقة احترام متبادل، والهدية الاخيرة وكانت مجسم “البلغة” منحتها لوالدة مالك الفندق، لم اعرف كيف اوصل لها المعلومة بلغة تستطيع ان تفهمها، فلم اجد الحل هنا الا في استخدام التقنية خدمة الترجمة من قووقل كانت الحل الافضل، فكتبت ما اريد قوله باللغة الانجليزية وقام البرنامج بنقله الى الالمانية، واعطيتها اياه في الصباح لتقرأ ما كتبت، فرحت واصبحت ابتسامتها اكبر معالم وجهها، في تلك اللحظات تعلمت الانجليزية وشكرتني كثيرا وفرحت بانها وجدت الهدية المناسبة يمكنها ان تمنحها لابنتها التي على وشك الانجاب، طلبت مني ان انتظر حتى تجلب آلة التصوير واخذت كم صورة للهدية، التي لا اراها تستحق كل هذا، لكن شكرا لوالداي الذين نصحاني بهذا وكانت نصيحة مجدية فعلا في فتح الابواب المغلقة، فمن بعد تلك الهدية اصبحت تريني صور عائلتها، وتتحدث لمدة طويلة معي وتطلب مني ان اجلس واتناول وجبة الافطار معهم، هنيئا لها فقد عرفت كيف تفرح باي شيء بسيط.

ثم جاء موعد الرحيل والعودة من قرية كرونبيرج الى مطار فرانكفورت “بدون اضافة العالمي” فهم اهل عمل لا اهل كلام ومسميات، سأحاول ان اصف اليك ضخامة المبنى عند دخولي للمطار دخلت من بداية المبنى فوجدت النافذة رقم 1 لخدمة الركاب وتحميل الحقائب، وكان شباك رحلة الخطوط التونسية العائدة لتونس يحمل رقم 713، علما بان الارقام متسلسلة بدون انقطاع او تكرار او قفزات ولك ان تتخيل حجم المطار.

عدت الى التراب الافريقي، ارض حضارة قرطاج العريقة، ومنها الى ارض الوطن؛ حاولت ان اعطي الموضوع نصيبه، اطلت اعلم ذلك، ولكن اتمنى ان لا اكون مملًا، حاولت الا اذكر التفوق التقني والمانيا النظيفة المستقرة القوية، فتعريف المعرف خطأ، وتكرار ذكر الشمس التي تشرق من الشرق هو امرٌ ممل، فقط احببت ان اضيف في خاتمة موضوعي ما اعجبني في اوروبا بشكل عام هو القدرة على التسامح ووضع الحلول للشعوب فهذه اوروبا التي كانت تغص بالحروب لقرون وقرون طويلة، قد فتحت حدودها للكل، وكم المهاجرين فيها يكاد يساوي عدد سكانها الاصليين، ما ابعد وطني عن هذا وكم اتمنى ان اراه او على الاقل ان نقوم بتنشأة جيل جديد يستطيع ان يدرك اهمية هذا ويحاول الوصول اليه.

انتهت حوصلتي لرحلتي والان جاء دوري لدحرجت كرة هذه المهمة لغيري، الاختيار صعب فالعديد من الشخصيات اتمنى ان اراها ترجع للكتابة من جديد في مدوناتها، اختار المهندس طارق سيالة، للكتابة عن:

  • أكتب عن هواياتك، يومياتك، أهدافك في الحياة، ماذا تحب وماذا تكره .. أكتب عن قطتك أو علاقتك بهاتفك المحمول .. أكتب دون تردد أو خجل.
في انتظار ما يتحفنا به طارق في مدونته

فايرفوكس بنكهات متعددة

من منا لا يعرف متصفح الانترنت فايرفوكس الذي تنتجه وتطوره شركة موزيلا، ان كنت انت منهم فلا انصحك ان تكمل قراءة الموضوع، لن يفيدك، لكن ان كنت من الفضوليين فانصحك بالاستمرار.

قد يتسائل البعض لماذا الحديث عن فايرفوكس لا غيره؟ لماذا التركيز عليه و هناك غيره؟

اجابتي هنا قد تطول وستكون كلها من وجهة نظر شخصية لكن سأحاول الاختصار، اولا لانه ليس Internet Explorer الذي مر بفترة ما كان فيها كارثيا، ثانيا لانه ليس من انتاج شركة Google والموضوع هنا له علاقة بخصوصية المستخدم على شبكة الانترنت، وموضوع الخصوصية موضوع طويل جدا اتمنى ان اطلع عليه بشكل اكبر حتى ارتب افكاري واكتب عنه في المدونة، ايضا لانه مبنى على نواة مشروع مفتوح المصدر، و ايضا لانه مجاني كأغلب المتصفحات، اضيف نقطة اخرى هي سياسة موزيلا في محاربة الرقابة وتتبع المستخدمين على الشبكة، لا انسى ايضا وجود نسخه منه على اندرويد وامكانية المزامنة بين النسخ المختلفة، اما السبب الاخير هو التعود وكثرة الاضافات.

لكن هل تعلم بان هناك نسخ مختلفة من متصفح فايرفوكس غير التي تطورها موزيلا، هذا ما اردت الحديث عنه في هذه التدوينة، فبعض هضه النسخ تقدم اضافة فعلا اما في اسلوب الاستخدام او خفة وسرعة الاصدارة، او في حماية خصوصية المستخدم، او حماية المستخدم من البرامج الضارة، وسأبدأ في سرد بعض هذه النسخ:

  • موزيلا فايرفوكس: وهو اشهرهم على الاطلق ويعد النسخه الرسمية لهذا المتصفح الذي تصدره شركة موزيلا.
  • Waterfox: هو النسخه 64 بت من المتصفح فايرفوكس، تقوم مجموعة بتطويره بعيدا عن موزيلا.
  • Palemoon: نسخه اخرى من متصفح فايرفوكس، باصدارين 32/64 بت.
  • Tor Browser: وهو النسخة الاكثر توفيرا للخصوصية للمستخدم والصادره عن مجتمع Tor، فهي تسعى لتوفير الجو الآمن للمستخدم بحيث يصعب  تتبعه من أين جاء وماذا يشاهد من قبل اي جهة ترغب في ذلك.
  • IceDragon: المتصفح المتخصص في الامن ضد البرامج المضرة والفيروسات وما الى ذلك، تم تطويره من شركة Comodo المتخصصة في الحلول الامنية في عالم تقنية المعلومات.
  • SeaMonkey: عمليا ليس نسخه من نسخ الفايرفوكس لكنه مبني على نواة الفايرفوكس التي تطورها موزيلا، من ميزاته ادماج برنامج للبريد الالكتروني و متابعة ملخصات المواقع، ومحرر HTML بداخل المتصفح. 
  • Wyzo: اصدارة معدلة من فايرفوكس ومتخصصة في التعامل مع الوسائط المتعددة و العروض المرئية والتحميل من الانترنت، متكامل مع بت تورينت، لا انصح به كثيرا فهو معتمد على اصدارة قديمة من الفايرفوكس و لم يتم تحديثها.
هل هذه فقط النسخ المتوفرة من فايرفوكس؟ الاجابة بكل تأكيد لا، توجد انواع اخرى، منها ما وجدت بعض الاشارت له في مواقع متنوعة لكن لم اجد موقعه الرسمي، ومنها ماهو قديم جدا، او لا يقدم اي جديد، او توقف تطويرة ودعمه، لهذا لم اذكرها، ومع هذا فاحتمال ان تجاوزتني نسخ مفيدة قائم، فان كان لك ما تضيف فعليك بالتعليقات اسفل التدونية.

في النهاية اختم بذكر بعض العيوب التي اتمنى ان تتغير في فايرفوكس، اولها انتاج نسخه 64 بت من شركة موزيلا، فاعتقد انهم قد تأخروا في ذلك كثيرا، ايضا يجب اعادة التفكير في مبدأ فايرفوكس من حيث استخدامه للذاكرة العشوائية فهو يلتهمها التهام الجائع للحم المشوي، يجب اعادة التفكير بأن فايرفوكس متصفح قابل للتشكيل والتعديل كما يريده المستخدم، فان اراد خدمة قراءة ملفات PDF على المتصفح ما عليه الا ان يضيفها للمتصفح، ان اراد مدقق املائي يضيفه، ان اراد اكثر من لغة يضيف ما يريده، وقس على ما سبق بهذا يوفرون حجمًا و يقللون الاستهلاك الزائد للذاكرة العشوائية في اشياء قد لا يستفيد منها كل المستخدمين.

الغاية والغرض من النقطة الاخيرة هو استمرارية فايرفوكس في المنافسة، فمع اسبقة Internet Explorer في كونه يأتي بشكل تلقائي مع نظام تشغيل ويندوز الذي يسيطر بشكل كبير على معظم الاجهزة، وافضلية Chrome في خفته ودعم قوقل له بكل ثقلها، سيكون من الصعب استمرارية فايرفوكس طويلا بدون ان يقدم اي اضافة مختلفة عن منافسيه.

المواقع الرسمية للدولة الليبية

هذه محاولة لتجميع مواقع الانترنت الرسمية للدوائر الحكومية والشركات الليبية وصفحاتهم على الفيسبوك، حاولت ان اتقصى المصداقية خصوصا في صفحات الفيسبوك لكن يبقى مجرد اجتهاد يحتمل الصواب و الخطأ، وكذلك اجتهدت في عملية التصنيف، فكل من يرى نقصان او خطأ اتمنى ان ينبهني لذلك.
تحديث:
وجدت هذا الموقع الذي جمع العديد من المواقع الحكومية الليبية في قائمة واحدة، لم اتحقق منها، شكر خاص لصديقي @ashour_said الذي قام بمشاركة الموقع على تويتر.

الكتب الاكترونية

منذ فترة طويلة وهذا الموضوع يجول بخاطري، مدى شرعية تحميلي للكتب من على الانترنت؟، موضوع شائك في نفسي بشكل كبير، فمن جهة مقتنع قناعة تامة بعدم شرعية تحميل الكتب الالكترونية المنسوخة او المصورة او المعاد كتابتها، مع عدم موافقة الناشر والمؤلف، ومن ناحية اخرى لست مؤمنا بمبدأ مسك العلم، و منعه عن كل محتاج.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه الان، هل من بديل لمصدر الكتب الالكترونية التي تحمل شبهة السرقة؟ هل استطيع ان اجد على الانترنت مصادر للكتب لا تخضع لقوانين الملكية الفكرية؟، الاجابة هي نعم توجد الكثير من المواقع على شبكة المعلومات التي توفر لك امكانية تحميل كتب او الحصول على المعرفة بطريقة مجانية.

مصادر عربية:
  • مؤسسة هنداوي: مؤسسة غير هادفة للربح، تقوم بنشر الكتب وترجمتها، محتواها اكثر من رائع ومتنوع انصح بزيارتها.
  • رواق: مؤسسة عربية للتعليم المفتوح تعتمد في محتواها على المحتوى المرئي (فيديوهات)، تحتوي على عدد محترم جدا من الدوارت التعليمية المجانية.
  • رشف: قاعدة بيانات الكتب العربية هكذا تصف نفسها، و تدّعي وجود اكثر من 16 الف كتاب عربي غير محمي بحقوق النشر جاهز للتحميل من موقعها.

تحديث يوم الاربعاء 8 اكتوبر 2014:
بعد مراسلة بيني و بين موقع رشف للاستفسار عن موضوع حقوق الكتب، قاموا مشكورين بالرد على رسالتي بالتالي
وعليكم السلام ورحمة الله،
الحقيقة أن عدداً منها وضعه المستخدمون دون مراعاة حقوق الملكية حين كنا نتيح للمستخدمين إضافة الكتب في إصدار سابق من رشف، لكن أكثرها في الواقع هو كتب غير محمية بقانون الملكية الفكرية أي أنها صارت ملكية عامة، والبعض تبرع بنشره مؤلفون، نحن نعمل على تنقية الفهرس باستمرار، كما أننا نستجيب بسرعة لطلبات الناشرين في حذف الروابط المخالفة للقانون ولدينا صلات بعدد منهم أثنوا على سرعة استجابتنا لشكواهم بشأن كتبهم، وفي الإصدار القادم من رشف قريباً إن شاء الله سنتيح للقراء إضافة الكتب من جديد مع برنامج خاص بالمؤلفين والناشرين لمراقبة كتبهم وتنقيح معلوماتها بأنفسهم.
واعلم أيضاً أن كثيراً من الناشرين يضعون عبارة حفظ حقوق الملكية بغير حق أصلاً على كتب مات مؤلفوها من مئات السنين وصارت ملكية عامة، هؤلاء لا حق لهم في التذمر ونحن مستعدون قانونياً لمواجهتهم دفاعاً عن حقوق القراء.
يسعدنا أن تهتم بهذا الأمر، ونرحب باستفساراتك وملاحظاتك على مشروعنا في أي وقت
تحياتي
سامي الطحاوي فريق رشف
  • كتب عربية حرة: يعتمد على نشر كتب عربية بدون اي قيود في النشر والتحميل وتملّك هذه الكتب.
مصادر انجليزية:
  • Open Library: مكتبة مفتوحة تضم عدد كبير جدا من الكتب التي يمكنك مطالعتها بشكل مجاني. 
  • Project Gutenberg: مشروع ضخم يقوم باعادة كتابة الكتب بصيغة الكترونية بعد شراء حقوق نشرها، و اعادة نشرها بشكل مجاني.
  • Udacity: موقع تعليمي يعتمد على التسجيلات المرئية به الكثير من الدورات عن عالم الكمبيوتر والرياضيات والفيزياء.
  • Coursera: موقع تعليمي مثل Udacity لكنه يضم دورات من جامعات عالمية معروفة، ومتنوع بشكل كبير جدا حتى شمل اغلب بحور العلم.
  • edX: موقع تعليمي يضم دورات فعلية من مجموعة جامعات عالمية، كل الدورات مجانية.
  • TED: موقع مؤتمر "تيد" الشهير، ستجدون به كم لا ينضب من المحاضرات المتنوعة حول كل امور الحياة.
مصادر متنوعة:
  • ويكيبيديا:لا يمكن تجاهل الموسوعة الاضخم على شبكة الانترنت كمصدر متجدد وضخم للمعرفة.
  • يوتيوب: ايضا موقع يوتيوب به كم رهيب جدا من التسجيلات التعليمية والمحاضرات في شتى صنوف العلم.
  • Scribd: موقع لمشاركة المستندات الاكترونية ، ستجد به كم محترم من المعرفة.

ولكن هل البدائل الحرة هي المصدر الوحيد للحصول على الكتب و العلم بطريقة مجانية، طبعا لا، فتبادل الكتب الورقية احدى تلك الاساليب التي تساهم في نشر المعرفة بين الجميع ولنا في مهرجان الكتب المستعملة خير معين لتبادل الكتب، ولكن يجب ان لا ننسى ان لكل شيء ثمنه ولا استفادة حقّه بدون دفع مقابل، كذلك الكتب ينطبق عليها هذا الأمر، فلا يجب ان نبخل على عقولنا ببعض المال.

وانصح قبل شراء اي كتاب ان تتأكد من محتواه وهل هو الكتاب الذي تبحث عنه عن طريق استخدام موقع Goodreads الذي يعد الشبكة الاجتماعية الاشهر المتخصصة بالكتب، فعن طريق الاطلاع على تقييم المشاركين في الموقع و ملخصاتهم للكتاب يمكنك ان تتخذ قرار بشكل اكثر دقة بخصوص اي كتاب تريده، ايضا لا تنسى موقع Amazon فهو يقدم خدمة بيع الكتب المستعملة التي في الغالب ما تكون بحالة جيدة ورخيصة الثمن، ويبيع ايضا بعض الكتب بصيغة الكترونية التي غالبا ما تكون رخيصة الثمن، ولا ننسى ايضا دار نشر Lulu، لن تجد فيها كتب مستعملة، لكن من الممكن ان تجد بعض العناوين بصيغة الكترونية.

بالاضافة للبدائل التي ذكرتها بالاعلى يوجد كم غير محدود من مثيلاتها على شبكة الانترنت، ولكن موضوعي هذا ليس ارشيف لكل المواقع فلا طاقة لي بهذا العمل، لكنه مجرد مبادرة لفتح بدائل امام الجميع لتحميل الكتب بعيدا عن تأنيب الضمير، و من هنا اتمنى من كل من لديه موقع او اضافة لهذه القائمة ان يشاركنا بها في التعليقات.

الرحلة الكونية مرة اخرى

في شهر يونيو الماضي اي من حوالي اربعة اشهر قد كتبت تدوينة "الرحلة الكونية"، التي تكلمت فيها عن تسجيل وثائقي يتناول الكون ونشوؤه ومخلوقاته ومكوناته كمواضيع جانبية اثناء سرده للموضوع الاساسي علاقة حجم الانسان بالكون اذا اعتبرنا الانسان هو النقطة المرجعية للقياس، وقارناه بما هو اكبر منه حجما حتى وصلنا لاكبر شيء معلوم لدينا أي الكون كله، وفي المقابل اذا تناولنا بالدراسة ماهو اصغر من الانسان حجما عميقا الى مكونات الذرة ومكونات المكونات حتى وصلنا الى وتر الطاقة الذي تتناولة نظرية الأوتار بالدراسة ووضعت فرضية تقول ان مكوْن كل الاشياء هو طاقة صافية على شكل اوتار تهتز طيلة الوقت، وباهتزازها تعطيني صفات المادة الأساسية كالكتلة والبعد والجاذبية.

وكعادتي يجب ان احوّل أي الموضوع الى نقد سياسي لوضع البلاد، تلك العادة السخيفة التي اتمنى ان اتخلص منها، فليس من الحكمة انتقاد كل شيء كلما اتيحت لي الفرصة لذلك، فانا بشر مثلهم ولي من العيوب الشيء الكثير، فقط لأن الله قد ستر اغلبها عن اعين الناس لا يمنحني الحق في انتقاد الغير طوال الوقت وكل ما سنحت الفرصة، يمكنني تحويل اسلوب كتابتي من النقد الى طرح حلول، فهو اسلم للعقل والنفس والمنفعة العامة.

عودة لموضوع التدوينة القديمة "الرحلة الكونية"، اثناء تجولي في شبكة الانترنت في سابق الايام -وهي عادة جديدة اكتسبتها مؤخرا ان اتصفح يوميا مجموعة مواقع لم ازرها مسبقا- وقع بين يدي موقعين اعجبني محتواهما، اعتقد انهما مكملان لما تناوله التسجيل الوثائقي، احببت مشاركتكم بهما:
  • The Scale of the Universe 2 : فكرة الموقع تطابق فكرة التسجيل الوثائقي انصح اي شخص انتابه الفضول ان يشاهد التسجيل من ثم يدخل الى الموقع ويجربه، الموقع عبارة عن صفحة تفاعلية، اخذت الانسان كمقياس للحجم ونقطة لانطلاق للرحلة، وعن طريق شريط تمرير يمكنك التنقل على مقايس الحجم، اما للأحجام الاكبر او الاصغر، فاذا اتجهت بشريط التمرير يمينًا ستشاهد الاشياء والمخلوقات الاكبر من الانسان، امّا اذا اتجهت بشريط التمرير يسارًا ستشاهد كل المخلوقات والاجسام التي تصغر الانسان، ويمكنك بكل بساطة الضغط على صورة الشيء الذي تريد حتى تحصل على معلومات اضافية حوله، الجميل في الموضوع وجود اللغة العربية كلغة لعرض المحتوى، انصحكم بالزيارته فشرحي قد لا يكون واضحا كما التجربة.
  • If the Moon were only 1 Pixel : فكرة الموقع قائمة على فرضية ان قطر القمر 1 بكسل، اي بمقياس رسم 1 بكسل لكل 3474كم، والبكسل لمن لا يعرف هو وحدة قياس الشاشة فكما تعلمون ان الصورة في عالم الكمبيوتر يتم تمثيلها بنقاط صغيرة تلتصق ببعضها حتى تشكل الصورة الكاملة الكبيرة، وكل نقطة من هذه النقاط تمثل لون واحد وتسمي بكسل، للاستزادة يمكنك زيارة ويكيبيديا (بكسل)، بعد ان قلنا ان القمر تم تمثيله ببكسل واحد على الشاشة فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف ستكون ابعاد باقي المجموعة الشمسية والمسافة بينها؟، هذه هي فكرة الموقع، فكرة اكثر من رائعة، بسيطة وسهلة وتقرب مفهوم الابعاد والمسافات في المجموعة الشمسية، اتمنى ان اراه مترجم للعربية.

دردشة يوم السبت

لم اعرف بما اسمي هذه التدوينة، الا بالاسم الذي اخترته لها، في البداية اعاتب نفسي فقد ابتعدت عن التدوين والكتابة رغم رغبتي في ممارسته، ولكن وللأمانه اعاني من تشتت ذهني رهيب بين اشياء ارغبها واشياء اريدها واحتاجها، وفي الغالب تميل نفسي الى ما ترغب به خصوصا انه موصول بالراحة.

فمن الاشياء التي ارغبها الراحة، مشاهدة الانتاجات السنمائية المختلفة، اضاعة الوقت في الشبكات الاجتماعية وما اكثرها، مشاهدة كرة القدم ، الخروج مع الشلة؛ والاشياء التي اريدها واحتاجها قراءة الكتب المكدسة على رفوف مكتبتي او في جهازي كملفات PDF، التدوين والكتابة، انهاء بعض المشاريع الشخصية المعطلة منذ فترة اغلبها نتيجة التسويف، وغيرها اشياء كثيرة.

وللتغلب على هذه العادة القبيحة اقصد التسويف قررت تغيير عاداتي في التدوين، فستلاحظون ادراج نوع جديد من التدوينات وهي التدوينات القصيرة، قد تكون عبارة عن صورة، او مجموعة وصلات الى مواقع متنوعة، او مجرد ملاحظة، الغاية من التدوين هو التدوين في حد ذاته لا شكل الموضوع وطوله، أمّا جودة الموضوع فيترك الحكم لمن يقرأ فقد اثبت تويتر خطأ نظرية طول الموضوع هو سبب نجاحه، وكثيرا ما انسى ان هذه المدونة هي مدونتي الشخصية اكتب فيها ما يحلو لي بالطريقة التي تحلو لي، فلا يجب عليْ الالتزام بطريقة معينة في لكتابة، بل يجب عليْ الالتزام بالكتابة في حد ذاتها.

الغرض الاساسي من محاولة التقليل من طول المواضيع هو تسهيل الامر من ناحية الاعداد والتحضير والمراجعة، فان كان هذا هو السبب الرئيسي الذي يثقل على نفسي المهمه فيجب ان اقلل الحمل على نفسي الكسولة، والسبب الثاني هو اكتساب عادة الكتابة فقليل مستمر خير من كثير منقطع، وايضا الشعور بلذة الانجاز يزيد من رغبتي في الاستمرار، وهذا ما اطمح اليه، اكتساب التدوين كعادة امارسها برغبة واشعر بمتعتها لا كواجب ثقيل يجب القيام به كتقليد يدل على انني من المثقفين.

قادم الايام سيحدد هل ستنجح هذه الطريقة او الكسل سيفوز بهذه الجولة ايضا.