زيارتي لميدان الشهداء

كانت اول زيارة لي لميدان الشهداء في طرابلس بعد الثورة في اخر ايام شهر رمضان يوم 31 / 8 / 2011 ، وكم استمتعت بالحضور الكثيف و الجو الجميل للتجمع هناك ، لاول مرة ارى الشعب الليبي يجتمع من كل حدب و صوب في مكان واحد بدون تنظيم مسبق وبدون اي دفع من قبل اللجان الثورية او امانات المؤتمرات ، و اول مرة ارى هذا التجمع من الاعلام و الناس ولم تكن مباراة الاهلي × الاتحاد هي المناسبة ، لاول مرة ارى نساء و رجال محتشدين في مكان واحد بدون ان الاحظ اي محاولة تحرش "رغم اني متأكد ان هذا قد تم فلم تحولنا الثورة الى ملائكة" لكن لم تكن ظاهرة سائدة و واضحة للمراقب.
عشت لحظات جميلة جدا بين هتاف و تكبير و استماع ، التقيت باصدقاء لم ارهم منذ سنوات عدة تجاوزت 15 سنة ، استمتعت بروح التسامح و الفرح العارم الطاغي على الجميع فلا عراك و لا شغب و لا مناوشات ، الكل متسامح و الابتسامة العريضة هي القاسم المشترك بين كل الحضور .
ومن بين كل ما رايت و شاهدت هناك لم يؤثر في شئ كما تأثرت بلحظة غناء نشيد ليبيا الحرة نشيد الاستقلال (يا بلادي) ، و الحمد لله قد قمت بتسجيل تلك اللحظة واتمنى تشاركوني اياها :

بعد الثورة


بعد اندلاع الثورة في ليبيا و من الاصح ان اقول اثناء الثورة في ليبيا مرت على فكري مجموعة خواطر ، ارى ان بعضها يستحق ان اشارك به غيري ، اسميتها نقاط ما بعد الثورة :
  • زادت قناعتي بان ما كان يسمى بالدولة الليبية مجرد خدعة فلم نعش في دولة ولم تكن ليبيا دولة حتى من باب التشبيه لا يمكن ان تكون دولة ، بل كنا في مزرعة ... مزرعة آل القذافي .
  • اقترح على المؤرخين ان يسموا هذه الحقبة من تاريخ ليبيا بالقذّافية او بالقذاذفية او اي تصريف آخر و استخدام هذا الاسم بدلا عن ليبيا ، مثلها في ذلك مثل الحجاز الذي تغير في ليلة وضحاها الى السعودية نسبة الى آل سعود .
  • على ما يبدو ان عادة الارقام القدرية تستمر في الظهور حتى في الثورة الليبية وان كنت مقتنع ان الباحث عن هذه الارقام سيجدها حتى لو كان الموضوع اسطبل احصنه ، فبعد 100 عام من بداية الاحتلال الايطالي لليبيا تندلع ثورة شعبية هي اشبه بثورة لإزالة محتل لا لازالة نظام حكم ، بعد 25 عام من ذكرى الغارة الامريكية عادة امريكا لقصف ليبيا لكن هذه المرة تحت مظلة الشرعية الدولية وترحيب المواطنونفي ليبيا، في عام 1969 قام القذافي بانقلابه وعند بلوغه 69 من العمر تعرض لاكبر ثورة من قبل شعبه .
  • كم تغيرت وجهة نظري في الحكام العرب فهذا زين العابدين بن علي أراه الان شخص محترم شخص يحب بلده عندما ادرك انه لا مخرج من الازمة قال كلمته الاشهر "انا فهمتكو" وخرج من البلاد ، اما حسني مبارك فقد لعب اللعبة بشكل خاطيء فترك لمصر جيش يحميها فجاءت نهاية لا يشتهيها .
  • ادركت ان القذافي قد لعب اللعبة بشكل ابداعي، فعندما يقرر المجتمع الدولي و اقصد هنا فرنسا و امريكا وبريطانيا ان القذافي يجب ان ينتهي وتتبعهم بعض الدول مثل الدنمارك و النرويج و كندا وتقف كل من ايطاليا و اسبانيا موقف المشارك المحتشم ، وتجد ان كل من تركيا (في بداية الثورة) و الصين و روسيا و الهند و البرازيل معارضين ، عندما تتحرك حكومات افريقيا و اوروبا و الدول العربية من اجل حل مشكلة ليبيا ، عندما يجتمع كل من الناتو و الامم المتحدة ومجلس الامن و الجامعه العربية و رابطة الدول الاسلامية و الاتحاد الافريقي من اجل نقاش موضوع ليبيا ، عندما يرتفع سعر النفط الى ارقام خرندعية ، عندما ارى حجم الفوضى ادرك بان القذافي كان اقرب الى عنكبوت ماهر جدا في حياكة بيته .
  • ادركت ان ليبيا بعد القذافي تحتاج الى غربال ضخم ضيق الفتحات لتصفية الشعب الليبي من المغفلين و المغرر بهم و المهلوسين و المدمنين و المتشددين و القتلة و السحرة و المشعوذين و المنافقين الذين استغلهم القذافي افضل استغلال في جهازه الاعلامي .
  • اشعر بالمهانه و قلة القيمة بمجرد ان افكر في ان القذافي قائد البلد يأتمن على حياته بين يدي ممرضة اوكرانية و انه فقد الثقة في بني و بنات وطنه (ولاء او كفائة) و الاثنان اسوأ من بعض .
  • ان طرابلس عبارة عن نزل ضخم فبالاضافة الى عدد العمالة الاجنبية الهائل المقيم بها ، اكتشفت ايضا ان هنالك نسبة محترمة من ساكينها يفكرون بها كمصدر للرزق فمع اول اطلاقة خَوَت بيوتهم وانطلقوا الى مسقط رؤوسهم ، وبعد هذا التفريغ المفاجيء اكتشفت ان نسبة محترمة اخرى من قاطينها ما هم الا اعضاء مليشيات القذافي .

رجاءا اعطونا احترام

هذا خامس او سادس يوم و الماء مقطوع بالكامل على مدينة طرابلس ، لم اعد استطيع ان اتذكر بل لا وقت لدي للتذكر فلا اعلم حتى ماهو تاريخ اليوم ، و لا اتابع الاخبار فلا وقت لها و حتى اذا توفر الوقت لا تتوفر الكهرباء .
صراحة لن اطالب المجلس الوطني الانتقالي بضرورة توفير الكهرباء و الماء فورا و الا ... ( حاضرب في المليان ) ، فمشاعر الخجل اقوى من رغبتي في الطلب خصوصا و انا اعلم صبر اخواني من مصراته و الزنتان اشهر من دون اي رفاهية من رفاهيات الحياة العصرية و لا حتى من اساسيات الحياة البدائية بالاضافة لخوضهم لحرب التحرير.
لكن كل ما اطلبة هو ابداء الاسباب المنطقية للانقطاع الكهرباء ، يعني تمسكوا بتصريح واحد اذا كانوا كتائب القذافي قد خربت منظومة النهر تمسكوا بهذه الرواية و لا تعطوا امال بتصريحات سرابية هي اقرب الى الرمي بالغيب منها للحقائق ، مع كل تصريح تطلقونه لا يطابق الواقع تفقدون جزء من المصداقية في قلوب الناس ، واذا استمريتم بهذا النسق سنصل الى نهاية العام و اسمكم عند الناس قد تغير الى ما لا يحمد عقباه .
اعيد و اكرر اقدر كل الظروف التي تعانون منها و المشاكل التي تواجهكم وتبحثون عن حل لها ، و لا اطالبكم بالمستحيل ، لكن اطالبكم باحترام الطرف الاخر الذي هو الشعب و لا تعطوا وعود لا تستطيعون تحقيقها و لا امال زائفة و لا تقيدون انفسكم بضوابط لا تلتزمون بها.
وتذكروا ان طلبات الشعب لا تنتهي وبانتهاء مشكلة الماء ستنطلق مشكلة الكهرباء ثم الوقود ثم الغاز ويليها الاتصالات و هلم جرا ، فاذا تعاملتم مع كل مشكلة من المشاكل باسلوب مشكلة المياه فلا اعتقد انكم ستنجحون في التعامل مع الجماهير .

المؤتمرات


قد يكون النظام الجماهيري الذي اتى به الكتاب الاخضر كما يدعي القذافي و الذي انكر في احدى اخر خطاباته انه من اتى بهذه النظرية بل الجماهير التي ابتدعتها ، حل نظري مثالي لمشكلة الحكم حول العالم ، لكن مثلها مثل اي نظرية اخرى لم يوجدها إله الكون فهي قد تكون صالحة للتطبيق تحت شروط معينه وبزوال هذه الشروط ترجع الى نظرية تسود الاوراق البيضاء في الكتب .
جاءت نظرية القذافي القائلة بان العالم يشكو من صراعين صراع على السلطة و صراع على الثروة ، فجاء الفصل الاول من الكتاب الاخضر بحل للمشكلة السياسية حول العالم ، وتم تطبيق نظرياته في ليبيا التي كانت كالتالي تم تقسيم ليبيا الى مؤتمرات وكل مؤتمر عبارة عن برلمان مصغر يجتمع فيه النواب ، الفرق بينه وبين اي مجلس برلماني اخر هو ان في المؤتمرات يجتمع كل افراد الشعب فكل شخص هو نائب عن نفسه ومن هنا انتفت عملية نيابة اي فرد عن فرد اخر ، و رئيس البرلمان الذي تم تسميته بامين المؤتمر يقوم بنقل اراء و قرارات اعضاء المؤتمر الى المؤتمر الشعبي الاساسي للشعبية .
نعيد التلخيص برلمانات صغيرة في كل مدينة يتقابل فيها كل افراد الشعب وهم النواب ، يجمع هذه البرلمانات الصغيرة برلمان اكبر قليلا على مستوى المدينة او المحافظة ، ثم الى برلمان الدولة نتجه وهو مؤتمر الشعب العام الذي يجتمع فيه رؤساء البرلمانات الصغيرة و رؤساء برلمانات المحافظات مع الوزراء و رؤساء النقابات وباقي جهات الدولة الرسمية .
اي ان النظام الجماهيري يشبه جدا النظام الفدرالي من حيث ان الدولة ككل تتكون من مجموعة دويلات لكل منها حريتها الشخصية ويكون لها رئيسها ووزرائها وتجمعهم الحكومة الفدرالية في الاعلى هذه الحكومة العليا تسيطر على المشاريع القومية مثل مد الطرق على مستوى الدولة ، ادارة الجيش ، السياسة الخارجية ، اعلان الحرب ، وهكذا ... لكن مع النظام الجماهيري المطبق في ليبيا تم تقسيم الدولة الى دويلات صغيرة و لم تعد هناك حكومة فدرالية لاتخاذ القرارات وادارة شؤون الدولة ككل بل تم الابقاء على وزارات وهيئات تنفذ قرارات فقط ، هذا طبعا من الناحية النظرية .
طبعا هذه التركيبة تسبب مشاكل فمن يدير شؤون الدولة العامة ؟ مثلا من يدير المشاريع القومية؟ من يقرر مد الطرق و بناء المطارات وسياسة الدولة الخارجية؟ ، تم حل هذه المشكلة بان يتخذ هذه القرارت الوزراء و لا يتم تنفيذها الا بعد عرضها في برلمان الدولة اي المؤتمر الشعب العام و تحويلها الى المؤتمرات الشعبية الاساسية لاخذ موافقة النواب اي كل الشعب ،ومن البديهي ان لا يمكن اخذ هذا القرار بالاجماع فلا بد ان يكون هناك من يعارض ومن حق هذا المعارض ان يعبر عن رأيه ومن حق هذا المعارض سواء اكان فرد او جماعة او جهة اعتبارية اذا عرضه هذا القرار الى اي ضرر ان يعبر عن نفسه بالسبل المشروعه سواء الاضراب او التظاهر او في الصحف ويكفل له القانون حق التقدم بشكوى للجهات القضائية ، هذا ما يفرضه التفكير العقلاني ، ولأكن اكثر وضوحا فالنفترض مثلا اتخاذ قرار بالغاء كافة سيارات الــ IVECO في البلاد و استبدالها بالقطارات سواء في الرحلات بين المدن او قطار الانفاق للتنقل داخل المدينة ، الا يعرض مثل هذا القرار جميع سائقي سيارات الاجرة الى البطالة حتى لو تم الموافقة على مثل هذا القرار بنسبة 99% من اجمالي عدد النواب (الشعب) ، طبعا من المفترض ان تقوم نقابة المتضررين بالدفاع عنهم وعن حقوقهم .
ما يحدث في ليبيا خلاف ذلك فقد ظهر علينا القذافي بفلسفة النظام الجماهيري هو حكم الشعب نفسه لنفسه فلا اعتراض على ارادة الشعب فلا تظاهر و لا اضرابات و اي اضراب او تظاهر هو محاولة لسرقة حرية الشعب وامتلاكه لسلطته من قلة طامعه في الانفراد بالسلطة .
طبعا ما افترضته بالاعلى تستطيع النظرية حله ، لكن تبقى مشاكل اخرى لا تستطيع النظرية الجماهيرية حله مثل المواضيع التي تحتاج الى الكتمان مثل ميزانية الجيش ، القرارات الخاصة بالمخابرات ، الامن الداخلي ، الامن الخارجي ، العلاقات السياسية ؛ ايضا بعض الاشياء التي تحتاج الى مختصين مثل السياسات الاقتصادية و السياسة المالية للدولة ، واذا تم اتخاذ هذه القرارات من دون الرجوع الى الشعب فتعتبر انتهاك لقوانين البلاد و يحق للشعب اعلان رفضه لاي قرار من هذه القرارات .
وتبقى مسألة مهمة اخرى من يقود الجيش و الاجهزة الامنية الاخرى ، فمبدأ الديمقراطية و الشورى لا يتمشى مع هيكلية و قوانين الجيوش ، فلا صوت يعلو عن صوت الدكتاتورية ، واذا تم منح كل هذه القوى في يد شخص معين و لم يكن يتبع لسلطة مدنية اقوى منه او توازيه قوة ، فلا اعتقد ان النتيجة ستكون جميلة ، وكما اعترف القذافي نفسه في كتابه الاخضر ان النظام الجماهيري هو الحل النهائي لمشكلة الديمقراطية من الناحية النظرية اما من الناحية الفعلية فالاقوى هو الذي يحكم .

مفهوم الحرية في عصر الجماهير


  • يجب ان تقر بان ليبيا اسمها الجماهيرية العربية الليبية اشعبية الاشتراكية العظمى
  • يجب ان تدين بالولاء كل الولاء وبالطاعة و ان تمنح التوقير و التمجيد و الشعور بالهيبة نحو معمر القذافي الذي لا يشغل اي منصب رسمي في الدولة الليبية سواء في القطاع الخاص او العام اي انه عاطل عن العمل حسب تعريف البطالة ، ومع هذا يجب ان تعامله معاملة الرئيس وفي نفس الوقت لا يجب ان تصرح بهذا حتى بينك وبين نفسك .
  • يجب ان تقر بان ليبيا دولة ليست لها دستور وان الكتاب الاخضر ليس دستور البلاد ولكنه دليل البلاد ويجب ان تكون مقتنع بهذا و الا سيتم اقناعك .
  • يجب عليك ان تقر بان ليبيا بها امن و امان الوطن اهم من حقوق اي مواطن وان الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الانسان هي نصر عظيم للانسانية جمعاء ومع هذا هي ليست سارية المفعول حينما تتعارض مع مصلحة البلاد .
  • يجب ان تقر بانه لا قانون للطوارئ في ليبيا ، فليبيا بلد الامن و الامان ومع هذا يمكن خرق نقاط الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الانسان في اي لحظة طبقا لاحتياجات امن البلاد .
  • يجب ان تقر بانه لا برلمان في ليبيا و لا سلطة تشريعية بل يوجد مؤتمر الشعب عام الذي يناقش فيه كل كبيرة و صغيرة ، تقرر فيه سياسة البلد ، وانه لا سلطة تعلو عن سلطة الشعب.
  • يجب ان تقر بانه جميع القرارات في ليبيا نابعه عن راي الشعب كلما قراءت عبارة بناءا على توصيات الاخ القايد اعلى كل قرار.
  • يجب ان تقر بانه لا نيابة عن الشعب وان امين مؤتمر شعبي اساسي لا ينوب عن الشعب بل يقوم بنقل قرارته اي انه مثل الببغاء يردد راي اعضاء مؤتمره فقط ، ومع هذا يجب ان تكون مقتنع قناعة تامة بان هذا القرار قد تم نقاشه نقاش مستفيض من قبل المؤتمر الشعب العام .
  • يجب ان تقر بان لا حزبية في المجتمع الجماهيري ، وان اللجان الثورية ليست حزب مهما تهيأ لك غير ذلك ، ومهما حدث حتى لو كانوا جميع امناء المؤتمرات الاساسية من اعضاء اللجان الثورية وحتى لو كانوا جميع الامناء من اعضاء اللجان الثورية وحتى لو كانوا كل رؤساء المصانع و الادارات و الشركات من اعضاء اللجان الثورية ، و حتى لو كانوا جميع اعضاء هيئة تدريس الجامعات اعضاء فيها و ان لا احد يخرج للدرسات العليا خارج البلاد مالك توافق عليه اللجان الثورية .
  • بجب ان تقر بان حرية التعبير امر مكفول في المجتمع الجماهيري طالما انك موافق على سياسة الدولة ، وايضا ان اردت ان تعبر بالرفض فلك مطلق الحرية لكن لا ضمنات للعواقب .
  • يجب ان تقر بان الوحده العربية ضرورة حتمية حتى لو لم تتحقق منها اي مشروع وحتى لو بقت حبر على ورق ويجب ان تقر بان هذا القايد هو قايد وحدوي لانه اقام 23 مشروع وحدوي فشلت كلها .
  • يجب ان تقر بان كل ما هو فوق الارض هو انجاز حضاري يحسب لثورة الفاتح حتى لو كان السرايا في حد ذاتها فلولا ثورة الفاتح ما وجدت ليبيا من الاصل .
  • يجب ان تقر بان النظام الصحي لدينا يضاهي مثيله في الدول العظمى في العالم مهما كان عدد مرات سفرك الى تونس للعلاج.
  • يجب ان تقر بان جميع انظمة العالم الاخرى دكتاتورية وانها على خطا وان طموح كل الشعوب الانتقال الى النظام الجماهيري البديع مهما كانت هذه الدول متقدمة ومهما كانت قوية اقصاديا وعسكريا وووو .
  • يجب ان تقر ان الغارة الامريكية سنة 1986 كان هدفها القضاء على القايد المغوار وان كل عام عدد الطائرات المشاركة في الغارة يزيد وان هذه الغارة كانت حرب ضروس وانتصرنا فيها .
  • يحب ان تقر بان لا جيش في ليبيا بل شعب مسلح وان الشعب كله يجب ان يتدرب على السلاح شهر في السنة وان بهذا التدريب ستصبح ليبيا غير قابلة للهزيمة حتى لو لم ترى رصاصة في حياتك ولم تمسك بسلاح طول العمر .
  • جب ان تقر بان ضريبة البندقية هي حق شرعي للبلاد وان هذه الضريبة ما هي الا حماية لك وانه لولاها ما خرجنا منتصرين يوم الغارة .
  • يجب ان تقر بان النهر الصناعي هو انجاز عملاق لم يسبق ان كان له مثيل في العالم و ان مهندسة هو القايد الهمام مهما اقسم لك العاملين في المشروع بان من قام بتنفيذ المشروع شركات صينية وكورية .
  • يجب ان تقر بان تطبيق القانون مسؤولية كل مواطن ومواطنه و لا يختص هذا القانون باموال النفط .
  • يجب ان تقر بان الفاتح ثورة زراعية و صناعية مهما رايت من منتوجات مستوردة في الاسواق .
  • يجب ان تقر بانك حر وان مقولة لا حرية لشعب ياكل من وراء حدوده رغم كل الاشاعات المغرضة و القنوات التي تبث الفتنه زاعمه بانه السوق الليبي يعج بالمستورد فقط
  • يجب ان تقر بمجانية التعلم رغم ان رواتب المعلمين تدفع من اموال دافعي الضرائب و مبيعات النفط .
  • يجب ان تقر بان المظاهرات نواعان ، مؤيد لسياسة الدولة الداخلية او الخارجية هذا النوع فرض عين على كل ليبي بالغ او قاصر ذكر او انثى عاقل او مجنون ، النوع الثاني معارض وهو نوع وجب الجهاد المقدس ضده مهما كان سبب المظاهرة ونوع الاعتراض ، و ان لا مظاهرات في المجتمع الجماهيري فلا اعتراض على ارادة الشعوب.
  • يجب ان تقر بان تاريخ ليبيا لم يكن له وجود قبل 1-9-1969 وان ليبيا لم تؤسس الا عند هذا التاريخ ، وحتى لو تم الاشارة الى تلك الحقبة فغالبا سيكون بذكر مساوئ النظام البايد او الاحتلال الطلياني .
  • يجب ان تقر بان القايد كان يخطط للثورة المجيدة من قبل القيام بها بـ 4000 يوم حتى لو تم حسابها واكتشفت بان عمره كان آنذاك 14 عاما .
  • يجب ان تقر بان البدو هم اهل حضارة واهل اخلاق ، اما اهل المدن فنكرة .
  • يجب ان تقر بان لكل قوميات العالم و الاقليات حق تكوين دولتهم الخاصة بهم الا امازيغ ليبيا .
  • يجب ان تقر بان ليبيا تدعم كل حركات التحرر في العالم لكن الويل كل الويل لمن يجرؤ ويطلب جزء من هذه الحرية داخليا .

ستة شهور ونيف


ستة شهور كاملة ومعها بعض الايام من الانقطاع التام عن شبكة الانترنت ونشاطي عليها ، مرت علينا فيها ايام لم اكن اتوقع ان اعيشها ابدا ، من انقطاع تام للكهرباء و وسائل الاتصالات من ايقاف خدمات الهاتف المحمول و الارضي الى انقطاع المياه و المواد الغذائية الى عدم القدرة على الخروج من البيت او حتى فتح النوافذ ، الى ارتفاع الاسعار الرهيب وتوقف العمل .
تغيرات نفسية كثيرة قد طرأت علينا في تلك الايام تعودنا على سماع اصوات الغارات و بدأ صوت الطائرات يطربنا تعودنا على سماع جميع انواع الاسلحة وصوت صفير الرصاص جانب اذنك لم يعد يخيفنا و مرور قذائف الهاون فوق راسك اصبح امر اعتيادي ، تعلمنا انواع الاسلحة المختلفة وتعلمنا معرفة نوعها من صوت طلقاتها او انفجاراتها ، اصبح الموت هو الاساس كأسلوب للحياة ، ان تسقط على راسك رصاصة من السماء اصبح امر اعتيادي .
ستة شهور و نيف من القمع الارهابي لا تستطيع ان تتكلم حتى في بيتك ، تستمع الى كلام كاسر للعظام مهشم للمنطق و لا تستطيع ان تعبر عن رايك فيه ، اصبح الشك و التخوف هو العلاقة الاجتماعية السائدة ، لا تستطيع ان تخرج في الشارع و في جيبك ذاكرة فلاش الا وانت تعمل للموضوع الف حساب ، فان تكون من مستخدمي الكمبيوتر يجعلك من اكبر المتهمين ، اما اذا اثبت عليك تهمة امتلاكك لحساب على الفيسبوك فاعلم انك قد اصبحت من "الجرذان" و اخف عقاب لك هو الاحتجاز الى اجل غير معلوم في سجون اصحاب الرأي .
ستة شهور ونيف امضيت معظمها في البيت ، قرات الكتب اضعت الوقت امام التلفزيون عندما تتوفر الكهرباء تاملت ملكوت الله عندما تنقطع الكهرباء ، كتبت مقالات تعلمت برامج ، وحلمت بليبيا المحررة ، وتحقق الحلم بحمد الله .
ان تصلك معلومة تقول ان احد اصدقائك قد اعتقل اصبح امر غير غريب ، هذا قبل ان تنتقل الحرب الى داخل طرابلس حينها ان تسمع ان احد اصدقائك قد استشهد في الجبهة لا يحرك فيك اي مشاعر فقد اعتدناه .
فترة من عمرنا مررنا بما عانته و لازالت تعانيه فلسطين المحتلة ، فالحمد لله الذي رزقنا وجعل في ليبيا مدن اهلها كأهل بنغازي و مصراته و الزاوية و الزنتان ، فترة من عمرنا اصطبح على الاخبار و انام على الاخبار انا الذي تركت الاخبار من يوم سقوط بغداد .
كتابة على الحائط ومنشورات توزع بين الناس و تسقط علينا من السماء ، رسائل تحريض على الثورة قبل قطع خدمات النقال و رسائل مضادة للثورة حتى بعد قطع خدمات النقال ، اعتقالات بلا سبب و عدم اطلاق سراح مهما كان السبب ، قد تعدم لكلمة و قد تصبح من المقربين لكلمة وشتان بين الكلمتان ، شهور من غسل الدماغ الاعلامي و مجرد فتح قناة معينه على التلفزيون يعتبر جريمة يحاسب عليها القانون .
استغليت الفترة التي مضت كما اشرت سابقا و قرات العديد من الكتب و تعلمت بعض الاشياء الجديدة وكتبت العديد من المقالات التي قررت ان أنشرها وان كان باثر رجعي حينما ترجع خدمة الانترنت للعمل .
ولا اجد ما اضيف الا الله اكبر فوق كل من طغى و تجبر ، و ادعو لشهدائنا بالرحمة و المغفرة و اعتذاري لكل من حارب و قاتل قمتم بالعمل الصعب من اجلنا ، دينا ثقيلا على كاهلي قد وضعتموه لا ادري كيف ارده ، عليه اطلب منكم السماح ، عاشت ليبيا حرة .

ليبيا حرة


الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا ان هدانا الله ، واخيرا تحررت طرابلس وتحررنا معها ، لن اكثر الكلام فمخزون الكلمات عندي لا يكفيني للتعبير عما اشعر به .